الربيع بين الأمس واليوم

mainThumb

09-03-2020 10:50 PM

في العادة يطلق مصطلح الانقلاب على التغيير الذي يقوم به الانسان عسكريا او اقتصاديا او ايدولوجيا وغير ذلك من صنع البشر او التغير الذي يحدث بحكمة من الباري عز وجل كتقلب الليل والنهار والفصول السنوية، ولما كان الربيع من الفصول التي يتغنى به الشعراء والادباء  وينفرد بجمال الورود والازهار والطبيعة وكانت له طقوس واعراف لكل افراد العائلة تبدا بالانتشار في الخلاء للبحث عن الاعشاب التي تؤكل مباشرة من الحقول والبراري والسهول والشعاب  ويقضي الفتية يومهم في البحث عن الجلثون والسعيسعة والبعض يطلق عليها السيبعة او القرون والدريهمة والمرار وغيرها  ويمشون عشرات الكيلو مترات بعفوية ومتعة  وينعكس ذلك على صحتهم ومناعتهم  ولا يخلو الامر من اشتباكات مع اصحاب الزرع والنواطير الذين كانوا يضيقون ذرعا بهواة الجلثون والدريهمة لان تجوالهم يؤذي الحقول والزراعات الموسمية  وفي ذات الوقت كانت النسوة يحملن سكينا(خوصة) لالتقاط الميرمية والقرنية والجعدة والبقلة وورق اللسان والبعض يطلق عليها (لسان الثور)  واللوف وغيرها من الأعشاب سواء  للطبخ  او للتداوي من السعال والكورونا القديمة دون حجر او عزل لانهن يقطعن مسافات واميال صعودا وهبوطا في الوديان للبحث عن الخبيزة والشومر مما اعطاهن المناعة الطبيعة دون تطعيم وقائي اما اليوم تجد الآلاف من السيارات تقطع مسافات طويلة للبحث عن  زاوية في غور الاردن او منطقة شفاغورية محملة بالماكولات  والمشروبات وتجلس العائلة في دائرة لا يتعدى قطرها  بضعة امتار مجهزين بالايباد والهواتف الذكية وقد لا يرون بعضهم البعض الا عند الاكل او اذا حصلت اشتباكات بين المتنزهين لاسباب عده لا داعي لذكرها، وطبعا لا يفكرون في  البحث عن الجلثون والدريهمة لانهم لا يعرفونها ولا يدركون قيمتها الغذائية ومردودها  الصحي من خلال المشي والسعي لالتقاطها ، ويخلفون وراءهم اطنان من القمامة ولا يكلفون خاطرهم بجمعها  ، فهل نعود إلى ايام الجلثون والدريهمة لاكتساب المناعة للوقاية من الكورونا وغيرها والتزود بفيتامين* د* من التعرض للشمس مجانا  ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد