تحريض على الاعتداء

mainThumb

14-06-2020 05:34 PM

رغم انها حالتان فقط تم تسجيلهما في الأردن من حيث بث خطاب التحريض والكراهية عبر تطبيق التواصل الإجتماعي "تيك توك" والذي من خلاله قام مراهقان بالتشجيع على الاعتداء على الفتيات الا أن هذه الحالتان تكفيان بإعادة النظر بمفهوم التعاطي مع السوشال ميديا ، خاصة وأن الجميع يتجه لبناء عوالم تختلف عن الحياة الحقيقة من خلال بث معلومات أو افكار أو مواقف خلف الشاشات المضيئة .


بطبيعة الحال هناك اختلاف في الأفكار والبيئة الاجتماعية والتوجهات لكل فرد ، ولكن أن يتم التجرؤ على التحريض بهذه الطريقة وبهذه الثقة يجعلنا نعود لفتح ملفات عديدة غُيبت كثيراً نظراً لتشابك القضايا الأبرز وعلى رأسها الوضع الإقتصادي والسياسي .


خطاب الكراهية _التحريض_ بكافة اشكاله تم التعاطي معه من قبل المؤسسات الأمنية منذ فترة زمنية طويلة وذلك باستحداث وحدة جرائم الكترونية تراقب وتتابع محتوى المستخدمين وتتلقى شكاوى المتضررين ، ولكن هل هذه الخطوة الأمنية تكفي مجتمعياً في وقت أصبح تبني العدوانية بين أفراد المجتمع يفوق طاقة اي دولة على احتواءه .


لذلك يجب أن نتيقظ لأهمية تمييز الخط الفاصل ما بين حرية التعبير وعدم الانخراط بخطاب الكراهية عبر الانترنت حيث أن العالم الافتراضي من أصعب الأدوات التي يمكن احتوائها نظراً لسرعة انتشار المحتوى بين الجميع .


وبرغم مجموعة القوانين والقيود التي فرضتها هذه التطبيقات الاجتماعية لتقنين حجم خطاب الكراهية الا أننا ما زلنا نشهد نماذجاً تخرج للتحريض سواءً كما فعل المراهقان انفا الذكر أم غيرهما .


برغم تمكن الأجهزة الأمنية من القاء القبض على المراهقان الذان حرضا على الاعتداء على الفتيات إلا أن انتشار الفيديو وتداوله على نطاق واسع يجعلنا نتسائل كم من المنجرفين وراء العدوانية تأثروا وتبنوا هذه الافكار المريضة والتي لا تمت لدين أو اخلاق بصلة ؟!


تداول مثل هذا المحتوى يساهم في ارتفاع أعمال العنف والجرائم ومواقع التواصل الاجتماعي تعتبر ذراع فوضى خُلقت للعبث بالسلم المجتمعي خاصة اذا ما تم استخدامها بطريقة خاطئة ولأن أغلب الناس الآن يتواصلون عبر السوشال ميديا، ونشطين على تطبيقات الفيديو مثل "تيك توك" ، يقول الخبراء إنه مع اتجاه مزيد من الناس للدخول على الإنترنت، فإن الأشخاص الذين يميلون للعنصرية والفتنة وجدوا منصات يمكن أن تعزز آرائهم وتدفعهم إلى العنف. كما أنهذه المواقع تعتبر بيئة مناسبة تقدم للأطراف التى تتبنى العنف فرصة للإعلان عن تصرفاتهم.


لذلك دعونا لا نعول على الرقابة الخارجية ونتكأ على المفاهيم التربوية الأصيلة التي من شأنها ردع وتصويب أي اعوجاج اخلاقي أو شذوذ سلوكي من خلال الاحاطة الاسرية والتوعية الفعلية بابراز أهمية عدم الاستخفاف بما نتحدث به عبر هذه التطبيقات والعودة إلى " الغيرة" على فتيات الوطن اللاتي يعتبرن العرض والشرف وما يصيبهن يصيب بيوتات الاردن كافة .

نعلم بأن مشاق الحياة سلبتنا الحس التربوي الفعال لذلك وكي لا يقع ابناءنا في فخ هرموناتهم وانفعالاتهم الفضائية يجب أن نقوم بحمايتهم من شر انفسهم والاستمرار في مراقبة محتواهم الافتراضي والحديث عن افكارهم وتوجهاتهم التي يتبنونها وما هي مصدرها ومن جعلهم يؤمنون بهذه الطرق الهمجية في التعبير عن رأيهم لتجنيبهم قدر المستطاع العقاب القانوني الذي يترك اثراً سيئاً في أنفسهم ويخلف شوائب اخلاقية سيصدرونها مستقبلاً ، ونتمنى أن لا تكون هذه التصرفات المكشوفة و"المخفية" نتاج سلوكيات اسرية اكتسبها الابناء وصدروها بدورهم الى المجتمع حينها لا نستطيع أن نعالج اي خلل أو خطر محدق بهم لأن الخلل حينها سيكون من الجذور .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد