فرصة العرب الذهبية

mainThumb

02-09-2025 09:46 AM

الموقف الدولي يتغير بل ينقلب بسرعة مذهلة!! فالدول الكبرى على خلاف دائم، وإن توافقت مرحلياً على أمور ليست جوهرية، فالسياسة الدولية تحاول الآن زحزحة أميركا عن منصة التتويج كدولة أولى في النظام الدولي..

أميركا كما ربيبتها إسرائيل تحارب الآن كل العالم!! فهي غير متوافقة تماماً مع الاتحاد الأوروبي، و روسيا تقترب وتبتعد عنها لكن يدها بيد الصين ولا تخدعها مغازلة اميركا، أما الصين فخلافها مع أميركا وأذنابها، هو على النتيجة النهائية التي تخشاها أميركا، بمعنى أن أميركا تتوافق مع الصين على التجارة والانتاج الكبير للأسواق بمنتجات غير سيادية، لكنها تحاول أن لا تسمح لها بالتقدم عليها في تكنولوجيا السلاح، لأنها تخشى أن تطيح بها من عرش الصناعات العسكرية، عدا عن أن الصين تلقت، وتتلقى دعماً اوروبياً في مجال تكنولوجيا الصناعات العسكرية، نكاية بأميركا من باب (الشريك "الوسخ" اخسر وخسره..!!).

وهذا يفضي بنا الى المحور الأساسي الذي نقصده، وهو ما دام أن هناك خلافاً بين الدول الكبرى على المصالح، وحرباً مستمرة تتقد تحت رماد الدبلوماسية، ويتطاير شرارها بين الفينة والأخرى، وتشتعل حروب في العالم يُظهرها الإعلام على أنها حروب بين مكونات البلد الواحد!!، و تتجرأ دول صغيرة ليس لها مصالح واضحة، لتهاجم أو تدعم طرفاً في الحروب الدائرة في السودان وليبيا وسوريا وغيرها.. وهي أدوات، أو مخالب للدول الكبرى، سواء كانت أميركا أو منافسها الاستعماري.. أما الصين فتبتعد عن كل هذه الأساليب، ماجعل الدول التي ذاقت جور أميركا، تتجه اليها هروباً من الوحش الاستعماري، حتى فقدت أميركا دولاً كانت سابقاً تدور في فلكها.. كالبرازيل وبنما وفنزويلا والهند وباكستان، ومصر عالطريق..

القصد الذي نريده هو، أنه ما دام أن الدول الكبرى المتصارعة تدعم من يحارب من أجلها مباشرة، فمن باب أولى أن يكون من مصلحتها دعم حركات التحرر بشكل مقنن، يجعلها تصمد في وجه اجتياح المخطط الأميركي، الذي يريد الهيمنة على العالم ويسلب الشعوب حريتها وخيراتها، ويكرس الاحتلال والتطهير العرقي، لذلك على الدول المستضعفة ان تنضم الى المنافس الاقل خطراً عليها، والذي يعاملها كشريك وليس كمستعمرة فاقدة لكيانها كدولة حرة تستطيع استثمار مواردها وتبني نفسها، وتحرر شعبها..

مقتل أميركا في تعاملها مع بلادنا، أنها اعتزت بأداة قذرة، فاحت رائحتها النتنة وأزكمت أنوف شعوب العالم -الكيان-، حتى أصبحت آلة حرب عشوائية اصبحت تقصف بعكس الهدف الذي صنعت من أجله، وستظل تقصف أميركا وتجر لها كراهية الشعوب والدول حتى تطيح بها، في وقت، تنشأ تحالفات دولية تغتنم الصحوة، وتطرح بديلاً دولياً يحترم الشعوب ويحافظ على خصوصيتها، ولا ينهب خيراتها، ويعبث في ثقافتها.

كان العرب هم الخاسر الأكبر في الحرب العالمية الأولى عندما انقلب الموقف الدولي وخسروا الدولة الجامعة، ودفعوا الثمن غاليا!!, وقد يكونون الرابح الاكبر إذا اغتنموا فرصة التغير القادم، واستعادوا حريتهم وبنوا دولاً قابلة للنمو والتعاون، تفضي الى قيام دولة جامعة، وهذا الهدف يجب أن تعمل عليه الدول العربية وجميع القوى السياسية فيها من أحزاب وجماعات وأفراد، لاستعادة الدولة والخروج من عباءة الاستعمار الغربي..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد