قتل الروح والقلب أقوى من قتل الجسد

mainThumb

20-07-2020 10:20 PM

هو لم يقتلها....لكنهُ قَتَلَ مشاعرها الرقيقة وقطعها إربا إربا
قَتلَ آمالها وأفسد رقة أحاسيسها .. ماذا بقي إذن؟
ألا يعتبر هذا جرماً فظيعا؟
واتساءل أين القانون؟
هُناكَ حالات كثيرة لم تنجو..فتيات عديدات تعرضن لإغتصاب أرواحهن وأحلامهن..هناك ضحايا عديدات للغيرةِ العمياء ..بدون تعقل ولا مواجهات حقيقية وقعن فريسةَ رحيلٍ قاس دون رحمةٍ… كمتهمٍ حكموا عليه بدون محامي دفاعٍ ..وجَردوه من حقوقةِ الإنسانية ..آلام وزفرات ..وآهات نجترُها في صمتٍ ..فهذه المواقف إنها شرخ…إنعدام روحِ الإنسانيةِ حُكمٌ دون تعقلٍ وكأنها نزوة مشاعر وقتية وتنتهي في لحظاتِ رؤية الدماء
لم يقتلها لكنهُ حطمها … كانت ترسم خططاً لمستقبلٍ زاهرٍ
لم يقتلها لكنه قتل أحلامها الإفلاطونية

تم الغدرُ بها في ظلام الليلِ الدامسِ وانتهكت حُرمة أحلامها وانتزعت منها جميعُ احلامها غصباً
لماذا نستغرب!!!
انه وهم الذين اغتصبوا الإنسان من أهلة بالقوانين المجحفة بحقها وحق أحلامها وأُغتصبت الروح من جسدها..

وكل ذلك تم بعد التعهدِ الذي وقعهُ الوالد المتربص بأبنته
أين القوانين وأين المُنظمات التى تتحدث وتطالب بتحرير المراة وحرياتها وحمايتها ... لا نرى سوى قتل وإغتصاب وعبودية وانتهاهات كبيرةٍ تُمارسُ بشدةٍ ضد المرأة بماذا يطالبون إذن؟

أخبرتني جَدتي يوما أنه كان في قريتنا طفلةٌ بلهاء تم الإعتداء عليها من قِبل شخصٍ مجهول وقد كانت تجلس في دكان" ابيها "وفجاة علموا انها "حامل" فقاموا بوضعها في غرفة مظلمةٍ بعد قتلها واشعلوا أسطوانة الغاز وربطوها بحبلٍ حتى يتم تأكيد موتها بأبشعِ ميتةٍ ستقف أمامهم يوم القيامة وتحاججهم ومثلُ هذه القصةِ الكثير الكثير منها ما سمعنا به ومنها لم نسمع عنه الى الآن .
بينما المدعوّن أنهم مسلمون سقطوا في الحضيض وصاروا بلا شرفٍ او اخلاقٍ او دينٍ او رحمةٍ التى امرهم بها رسول الإسلام "محمد صلى الله عليه وسلم"
لقد حدثنا الرسول في حديثه
" أما بعد يا عائشة !
فإنه قد بلغني عنك كذا و كذا [ إنما أنت من بنات آدم ]
فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه
فإن العبد إذا أعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه
و في رواية
فإن التوبة من الذنب الندم "
هذا رسولنا يا أيها اللذين شوهتم الإسلام بأمورٍ أنتم قد صنعتموها
في كُلِ رُكنٍ من وطني هُناك بيتٌ صغير بيتٌ فيه إمرأة تختفي خلف أصداءِ كلماتٍ بَيتٌ فيه أنثى صامتة تتظاهرُ بالسعادةِ
تُخفي دموعاً أذابت عَجزَ اللسانِ وتَمَلكت الكلمات الثائرةِ كلماتِ الرفضِ والألم.
كلماتٍ عاجزةٍ عن الوصول لخط القلمِ وحِبرِ الكلماتِ.
كلماتٍ لا يحقُ لها الخروجَ إلا خلفَ حِجابٍ مَجهولٍ صَاحِبتهُ
فَتياتٍ صَغيراتٍ قُتلت أحلامُهُمنَ وشاباتٍ حُصرت حَياتهن بين أسوار مُلغمة بلا نوافذ وأبواب لا يمتلك مفاتيحها إلا زوجٌ يُمثلُ السُلطةَ الكُبرى
سُلطةُ الدكتاتور سُلطةُ التملك والإغتصاب إغتصابِ الحُقوقِ والحريات إغتصاب الروحِ والعفوية والبراءةِ سُلطةٌ ظالمة بلا حدودٍ وتشريعِ فوضوي بلا منطق.
سُلطة يلبسها كدرعٍ حديديٍ يثقلُ كاهلهُ طَول الوقتِ يزعمُ أنه يحمي رجولته الضائعة وسطَ تقاليدٌ عمياءُ وعاداتٍ جاهلةٍ أطفأت أضواء الطُرقاتِ وكتمت صوت الموسيقى وحُرمت مواعيد المحبين حُرمت الرفضِ وحريةَ التعبير وحللت العنف وأوجدت له ألف مبرر.
وفي كل هذا كان التركيزِ على روحِ امرأةٍ أُستعبدت وجسدِ رجلٍ أثقلَ كاهلهُ، إمرأةٌ تحملت لتحظى بلقبِ البنت العاقلة وذكرٍ اضطر للعمل كجلادٍ ليحظى بلقبِ رجل المجتمعِ.
لم يتبق منه سوى جسدٌ مُلغم بقنابلَ موتٍ بطيئ يفتك بأرواح الملايين.
يبدأ بتخدير الروح ليسودها الخمول ثم يصيب الفكرَ بالجمودِ ويعيقُ حركةَ الجسدِ الطبيعيةِ والفطرة الانسانيةِ ليعيشَ الإنسانُ جسداً بلا روح أو يستشهد في ثورة فاشلة لأن ثوارها يعترفون بحرمانية النضال ويقبلون قوانين ضد المنطقِ الى من أغتصب حقوقنا أين حقوقنا التي تزعمون؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد