الشاعر الأندلسي ابن زيدون

mainThumb

26-09-2020 07:20 PM

السوسنة -  شاعر حب و غزل، ووصف وخيال، وفي الغزل كالماء الفياض، ساقته الأقدار لحب الأميرة ولادة بنت المستكفي ابنة الخليفة المستكفي بالله، وهي واحدة من شاعرات العصر الأندلسي، وحازت ولادة بنت الستكفي مكانة رفيعة في مجتمعها بسبب جمالها وثقافتها، وكانت تقيم ندوة في منزلها يحضرها الشعراء والأدباء، ونافس شاعرنا في حبها الوزير ابن عبدوس، فكتب شاعرنا فيه رسائل الهزل،  أشبعه تقريعا و سخرية، فحيكت حوله المؤمرات حتى سجن.

 

هو أبو الوليد، أحمد بن عبد الله، المخزومي الأندلسي القرطبي، الشهير بابن زيدون، ولد في قرطبة سنة 1003م، وتوفي في إشبيلية سنة 1070م، والده فقيه أديب  من أسرة تنتمي إلى بني مخزوم، درس على يد أبيه وعلماء قرطبة، فحفظ الكثير من الشعر واللغة والأخبار والسير والحكم والأمثال.

مسلسل pretty little liars الكاذبات الصغيرات الجميلات

اتخذ ابن جهور ابن زيدون وزيرا، وهو شاب لم يبلغ الثلاثين، إذ كان شديد الطموح السياسي، الذي دفعه للاشتراك في ثورة ابن جهور على آخر خلفاء بني أمية،
واشتهر وعلا قدره، ثم نقم عليه ابن جهور وسجنه، نتيجة كيد الحاسدين والمنافسين، و لم تجدِ رسائل ابن زيدون إليه في استعطافه، وأشهرها الرسال الجدية، ففر هاربا إلى المعتضد صاحب إشبيلية، فاستخلصه لنفسه، واستوزره، و كذلك ولده المعتمد من بعده.

 

أشبه الجاحظ في رسائله، ولا سيما رسالته الهزلية التي كتبها في ابن عبدوس شريكه في حب ولادة على لسان محبوبته ولادة، و قارب البحتري في شعره، وأجمل شعره ما قاله في ولادة بنت المستكفي التي أحبها بكل جوارحه لكنها لم تبادله الحب الصادق الصافي، ومن أشهر قصائده فيها قصيدته النونية التي مطلعها:
أضحى التنائي بديلا من تدانيا     وناب عن طيب لقيانا تجافينا

 

وقد اختلفت الروايات في سبب الخلاف بينهما، فقيل أن ابن زيدون غازل جاريتها السوداء، فتركته إذ أحست بالإهانة، و نظمت في ذلك شعرا:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا     لم تهو جاريتي ولم تتخير
و تركت غصنا مثمرا بجماله          وجنحت للغصن الذي لم يثمر

و قيل أنه انتقد أبياتا لها، ففارقته لذلك، ومما لا شك فيه أن للوزير ابن عبدوس دور في هذا الفراق بينهما، إذ ارتبطت به ولادة على علمها بالعداء بينه وبين حبيبها  لكنّها ظلت دون زواج حتى موتها.

دراما..مسلسل الإجتياح

كتب ابن زيدون إلى جانب الغزل في المدح و الرثاء والاستعطاف ووصف الطبيعة والهجاء، وقد كان في مدحه لحكام الأندلس يضع نفسه في مصافهم على طريقة المتنبي. فقد كانت فيه عزة لم يستطع حتى السجن في كسرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد