أقدار مكتوبة .. سامية محمود عفيفي

mainThumb

09-06-2021 11:45 AM

لماذا نتساءل عن شقاء الدنيا وهمومها وجميعنا نعلم جيدا انها دار شقاء ؟
منذ بداية الخليقة ودائما نجد شقاء الدنيا فى صور متعددة من نواحى حياتنا وجميع البشر مرو بتلك المرحلة الصعبة من الشقاء ولكن الله سبحانه وتعالى لا يعطى الا الخير ولا يمنح لعبادة الا الخير . ولكن هذه الإبتلاءات من أين أتت ؟ ولماذا تأتى لحياتنا وتخترقها هكذا ؟
إن لله حكمة ومغزى حقيقي من كل هذه الأمور فالإبتلاء إما تكفير لذنوب أو إختبار للصبر أو حتى إكتساب حسنات تنفع الإنسان فى اخرته. والله سبحانه وتعالى لا يعطى لأحد قدر من البلاء إلا وهو يعلم جيدا أنه قادر على إحتمالة وقادر أيضا على تخطية فنظرته الإلهية اعمق واصدق بكثير من نظرة البشر لحياته .. فمن يستطيع أن يتحمل فقدانه لأبنه غيره لا يحتمل ذلك . ومن يستطيع تحمل ظلم المقربين غيره لا يتحمل ذلك ومن يتحمل مرض غيره لا يحتمله ... والعديد والعديد من الإبتلاءات التى نسمعها كل يوم وكل قصة لها ما لها وعليها ما عليها لا يتحملها غير من يعيشها ولا يستطيع العيش معها غير صاحبها . 
ولكن .... لا تتردد أبدا فى أن تحمل فى قلبك أملا فى أن ينتهى بك هذا الإبتلاء إلى عوض من الله ومكافأة إلهية تسجد وتدمع عيناك فرحا  بها . فإنقطاع الأمل هو الخطر الحقيقي الذى يجب أن تتجنبه فدائما الله عندة الحل وعندة الخلاص من كل ذلك . ولكن بالصبر والإيمان واليقين بأن ما عند الله لا ينفذ أبداً وما يخفيه عنك أجمل وأعظم . ثم تأتي إرادةُ الله، فتتيسّر معسراتك، وتتمهّد الطرق، وتُفتح مغاليقها، وتُهيئ أسبابها، وتتجمّل لتأتيك كاملة تامة مصحوبة بجميل عطاءِ ربّك، فلا يغرنك تشتّتها الآن، ولا تحزن لاستحالتها، فو الله لو كان بينك وبينها عوامق البحار، وشواهق الجبال؛ يأتِ بها الله إنّ الله لطيفٌ
كم مرة حصـدنا الكثيـر مـن سـوء إختيـاراتنـا فدائماً هُناكَ أحلام نستَعجلُها نَحنُ وتُؤجلهَا الحياة .. ثُم نكتشف أنّ الحيَاة كانت عَلى حَق وأنَّ الخيرَة دائماً فِيما اختارهُ اللّه لنا .. 
حتى تكون أسعد الناس .. إجعل الفرح شكراً .. والحزن صبراً ..والصمت تفكراً .. والنطق ذكراً .. والحياة طاعة .. ليكن قلبك كاللؤلؤ .. لا يحمل أحقاداً .. ولا تتكلم بكلام تعتذر منه .. ولا تنسى أن حسبنا الله ونعم الوكيل تطفئ الحريق وينجو بها الغريق  ويعرف بها الطريق.. 
 
أعطِ الحياة قلبا صافيا تعطيك أملا دائما.. 
وأعطِ  الحياة صدق النوايا تعطيك أناسا يذكروك بالخير .. 
أعطِها الثقة بأن ما عند الله أجمل تعطيك الهدوء والسكينة .... 
ومع مرور الأيام أعطِ كل من حولك أبتسامات وكلام راقي يدل على إنسانيتك .. 
لتبقى ذكرى جميلة في بال كل من قدمت له أشياء حتى ولو كانت بسيطة.
 
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه . وحسبنا الله ولا إله إلا الله عليه نتوكل وإليه ملجأنا جميعا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد