قصاص الاثر وبلاغة اهل البادية

mainThumb

29-03-2022 10:06 PM

قبل التكنولوجيا ووسائل التتبع الحديثة بالاقمار الصناعية والGBS وغيرها من التقنيات التي يستخدمها المختصون لمعرفة وتتبع الاشخاص وخاصة اللصوص ،كان لبعض رجالات البدو في الصحراء المهارة والفراسة والخبرة لتتبع سارقي  الابل والمواشي، ويطلق  على من يمتلك هذه المهارة( قصاص الاثر) .

ومن خلال الجلسات  التي سعدت بها ولا زالت في ذاكرتي منذ عقود مع بعض من عاشوا تلك الفترة من رجالات ذاك الزمن الجميل من القرن الماضي ، سمعت قصصا خيالية وتكاد لا تصدق من القدرة والمهارة على تتبع الاثر  كالوصول الى الكهف الذي يأوي اليه لصوص الابل والمواشي ولو لمسير طويل ، ووصل الامر ببعضهم بالتمييز بين الاثر تبعا لانواع الحيوانات وبين اثر الرجل والمرأة ومنهم راح الى ابعد من ذلك بالتمييز بين العزباء والمتزوجة .

ويعزى ذلك الى خبرات الصحراء وصفاء الذهن والتامل ليلا بالنجوم وتتبعها  ،وحاولت انا وحفيدي معاذ تتبع دجاجة هربت امامنا من الخم (بيت الدجاج)ولم نعثر عليها ، وابلغ ما سمعت عن فصاحة  اهل البادية وفطنتهم ،ما افادنا  به الصديق الغالي ابوسلطان من الكويت  الشقيق عن رواية   لها دلالتها عن بلاغة وفطنة اهل البادية ، وكانت ان رجلا كان يصلي في الصحراء في فترة الظهيرة  وفي الدرجات العالية من الحرارة ،وتصادف الامر مرور سيارة من شركات التنقيب عن النفط واثار فضول ركابها وجود الرجل في وسط الصحراء دون دليل او طريق واضح  يسلكه ، ولما سالوه عن امور عدة دينية ودنيويه ووسيلته والاهتداء الى الطريق  فكانت اجابة قاطعة ومفحمة حيث كان رده  (البعرة تدل على البعير واثر الاقدام تدل على المسير والسماء ذات ابراج والارض ذات فجاج والبحار ذات امواج الا يدل ذلك على اللطيف الخبير) وهل سمعتم ابلغ واوجز من ذلك وطابت ايامكم بالخيرات والبركات ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد