لماذا غابت الدراما الاردنية في رمضان

mainThumb

20-04-2022 04:57 PM

 لم أكن يوما من هواة مشاهدة ومتابعة المسلسلات التي يتم عرضها عبر شاشات التلفزة العربية في شهر رمضان المبارك بسبب العدد الكبير والهائل من هذه الأعمال ومنها ما هو نافع ومنها ما هو غير مستساغ، لكن الحقيقة التي تتجسد امام الاعين هي الغياب التام للمسلسلات الاردنية الهادفة والمتنوعة ولا سيما في هذا الشهر الفضيل التي تتنافس فيه المحطات العربية لتقديم ما هو جديد من الدراما كون الشاشات تحظى بمشاهدات عالية من قبل الافراد وتحقق مردود مادي عال. 

وآية ذلك أن الدراما الاردنية لم يسطع نجمها ولم تنافس غيرها من الدراما إلا عبر الدراما التاريخية وتجسيد الواقع الحقيقي للشعوب ونضاله ، وسيكون التاريخ هو البوابة التي تعبر بها الدراما حدودها  العربية ، ليعرف  الشعوب العربية والعالم بأن الاردن  كان وما زال وسيظل حضارة وثقافة وقوة وعلم وفكراً وإرادة فعل استطاع أن ينير هذا الجزء من العالم.
 
ومهما كانت الاسباب فان هذا الغياب  غير معذور  وغير مبرر على المستوى الوطني ، ولكن قد يكون لاسباب متعددة وشائكة فيها خلط للاوراق ، على رغم من  ان الدول تلجا لتوثيق تاريخها واحداثها الوطنية ورسالتها وقيمها وحضورها عبر هذه الاعمال . 
 
المتابعة هنا نابعة من حرصي الشديد على توثيق تاريخ الاردن الذي لا يخلو تماما من بطولات وانتصارات وحضور في كل المجالات الدولية بالصوت والصورة لمراحل مفصلية من عمر هذا البلد الذي عانى من تحديات وصعوبات عدة تمكن خلالها من الحفاظ على أمنه واستقراره بفضل حكمة قيادته الهاشمية وحرص شعبه ورصانة مؤسساته منذ التأسيس ،  وإبعاده بفضل هذه القيادة عن شبح الدمار والحروب  التي طالت عدد من الدول الشقيقة في المنطقة.
 
الغريب واللافت للنظر بان هذه المسالة باعادة الالق للدراما الاردنية لم تلقى الاهتمام المطلوب من قبل المؤسسات الرسمية والخاصة باعتبارها مسؤولية وطنية مشتركة فما وثقه مسلسلات تلفزيونية تاريخية أردنية مثل (بوابة القدس-الطريق إلى باب الواد وغيرها ) لا يقدر بثمن، لان الدراما التاريخية، واحدة من أهم أدوات ومرتكزات قوة الدولة الناعمة، كونها تسهم فى تشكيل الصورة الذهنية وصياغة الوعى الجمعى وتأطير بطولات التاريخ ، فيما ستظل الدراما التاريخية اختراعا اردنيا  خالصا منذ صدع بها الانباط من أروقة المدينة الوردية  قبل آلاف السنين .
 
وهنا لا بد من لتاكيد على ضرورة وضع هذه الملف على الطاولة وتناوله من كل ابعادها واحيائه بتظافر كل الجهات سواء كانت رسمية ام خاصة ام نقابة فنانين ام منتجين او كتاب و دعمها من المؤسسات الوطنية التي لم تتوانى أبدا عن تلبية نداء الوطن ودعم الحركة الفنية برمتها نزولا على رغبة الاردنيين والتأكيد على أهمية المصارحة والمكاشفة في التعاطي مع المشكلات التي تعاني منها الدراما الاردنية برمتها.
 
وكثير ما تكشف حلقات مسلسل بعينه حقائق غاية في الوجود والاهمية بالتصدي لأي محاولات للعبث بأمن واستقرار هذا الوطن بما تنقلها من وقائع وحقائق.
 
المسألة الأخرى التي يجب الانتباه لها، أن الدراما الاردنية ما زالت بعيدة عن حجم الإنجاز الذي تم في هذه المنطقة من العالم، ولم تستطع أن تلاحق التطور الحاصل، كما أنها ما زالت تحجل في دائرة مغلقة وموضوعات محددة. رغم أن ما حدث في بلدنا ومنطقتنا من تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وما تحقق من إنجاز، وما سطره المؤسسون ومن حمل الراية من بعدهم ، كفيل بإنتاج العديد من الأعمال الدرامية التي ستكون المرجع للجيل الحالي ومن سيأتي بعده، ليقرأ عبر الكلمة والصورة سيرة وطن ومسيرة شعب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد