نعيم الدنيا لمحة عن نعيم الآخرة

mainThumb

09-02-2016 09:01 AM

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا ‏ملعونة ملعون من فيها إلا عالما أو متعلما أو ذكر الله وما ولاه ) ‏‏... والمقصود باللعن هنا هو : الذم ، فكل شيء في هذه الدنيا ‏مذموم بإستثناء طالب العلم الشرعي والعلماء والدعاة الشرعيين ‏، كما استثني من الذم : الذكر والتسبيح والتهليل والطاعات ، ‏وأهل الإيمان المداومين على الذكر والتسبيح وعلى العبادات ‏والطاعات  ...‏
 
‏       فالدنيا لا وزن لها عند خالقها ... ولو كانت الدنيا تعدل ‏عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء ؛ كما ذكرت ‏الأحاديث النبوية الشريفة ...‏
 
‏             فرب العالمين رحيم بخلقه أجمعين ، ويريد لهم ‏الهداية والسداد والظفر بالنعيم المقيم  ؛ والله يتودد الى عباده ‏بالخيرات ويفرح لتوبتهم اليه ولعودتهم إلى طريق الهدى والحق ‏والطاعات  ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أشد ‏فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته ‏بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى ‏شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا ‏هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم ‏أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ) ...‏
‏             كما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏‏:  يقول الله - عز وجل -  : من ذكرني في نفسه ، ذكرته في ‏نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ، ومن ‏تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعاً ‏تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ...‏
‏             الله هو ربهم وخالقهم وهو الأرحم بهم من أنفسهم ... ‏لذلك فإنهم يكره لهم الإنشغال بهذه الدنيا الزائلة والفانية ؛ ‏ورغبهم ووجه قلوبهم وعقولهم إلى النعيم الأبدي المقيم والذي ‏أعده لهم في الحياة الآخرة ...‏
 
‏           وإن كل هذه النعم التي خلقها الله تعالى لنا ونراها ‏أمامنا كل يوم ، وإن كل هذه المناظر الآسرة للمهج وللقلوب ‏والتي نشاهدها كل يوم ، وإن كل هذا الجمال الساحر للعقول ‏والذي نواجهه في حياتنا الدنيا ... فإن الغاية من كل هذه النعم ‏دفع الناس ليشكروا  ربهم على كرمه ونعمه ؛ والغاية الأخرى ‏من هذه النعم الدنيوية  هي توصيل صورة مبسطه لأذهان الناس ‏عن نعيم الآخرة الأبدي والذي أدخره الله لعباده المؤمنين ...‏
 
‏           ولإن الله تعالى هو العادل والجواد لم يمنع  نعيمه ‏الدنيوي عن خلقه : كافرهم ومؤمنهم ... عساهم أن يشكروه ‏ويعبدوه حق عبادته ؛ وعساهم أن يأخذوا لمحة” بسيطة” عن ‏نعيم الجنة الأبدي والذي ينتظرهم يوم القيامة ...‏
 
‏         فكما كانت نار الدنيا هي مجرد لمحة” عن نار الآخرة ‏فإن نعيم الدنيا هو مجرد لمحة بسيطة عن نعيم الأخرة ؛ فالقرآن ‏الكريم وصف لنا شيئا”من نعيم الآخرة إنطلاقا مما نراه ونشاهده ‏، ورسولنا عليه الصلاة والسلام وصف لنا بعضا” من نعيم ‏الآخرة إنطلاقا” مما نراه ونسمعه ؛ ووصف لنا ما إستطعنا ‏تصوره وتخيله ، ولكن رسول الله استدرك في نهاية وصفه لنعيم ‏الجنان بقوله : فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ‏على قلب بشر !!!.‏
 
‏            فلا تلهينكم اللمحة عن الحقيقة ولا الفانية عن الباقية ؛ ‏ولا تخدعنكم حدائق الدنيا الجميلة ولا بساتينها الوارفة ولا ‏أنهارها الجارية ولا ينابيعها الفوارة ؛ ولا تنشغلوا بشيء من ‏متع الحياة الزائلة ؛ فما أدخره لكم ربكم يوم القيامة هو أكثر ‏وأكبر ، ولا تفتتنكم النساء ولا  القصور ولا البنايات والأبراج ‏العالية  ؛ فما أعده لكم ربكم  في جنانه  هو  : الأجمل والأحلى ‏وهو الأفخم والأدوم ...‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد