في ذكرى إحراق الأقصى

mainThumb

21-08-2017 11:28 AM

في مثل هذا اليوم 21 / 8 عام 1969 أقدم صهيوني متطرف أسترالي الجنسية باقتحام باب المغاربة في المسجد الأقصى وأشعل النيران في المسجد القبلي ، وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس منذ احتلالها  1948 م .
 
وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس من الصليبيين عام 1187م.
 
وزعمت إسرائيل أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي ، وبعد أن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، ذكرت أن شابا أستراليا هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، وادعت أن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه.
 
أثار الحريق استنكارا دوليا، واجتمع مجلس الأمن  وأصدر قراره رقم 271 الذي أدان فيه إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.
 
أما على صعيد الدول العربية والإسلامية فكانت هناك حالة غضب عارمة، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25 سبتمبر/أيلول 1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ، ثم أنشأت صندوق القدس عام 1976.
 
وفي العام التالي 1977م أُنشأت لجنة القدس برئاسة الملك المغربي الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد .
 
في المقابل علقت رئيسة وزراء الاحتلال في حينه غولدا مائير على الموقف العربي قائلة: "عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق".
 
صدقت يا  غولدا مائير - وأنت الكذوبة -  ما زال العرب في سبات عميق ، ولا زال الأقصى والحرائر من حوله يستصرخون العرب والمسلمين فلا من مجيب .
 
وأزيدك من الشعر بيتاً أنكم الصهاينة قد نجحتم في استقطاب بعض العرب حكاماً ومحكومين إلى جانبكم ، وأوجدتم في بلادنا من يدافع عن سياستكم الإجرامية تجاه الفلسطينيين ، بل ويصف الفلسطينيين الذين يدافعون عن بلادهم بأنهم إرهابيون ، وأن اليهود حملان وديعة – حتى لو جاءت من استراليا أو نيوزلندا ... - وأنهم يريدون العيش بسلام وأمان .
 
وقبل أسابيع اقتحم الصهاينة الأقصى ودنسوه ومنعوا المسلمين من الصلاة ووضعوا البوابات الالكترونية والكاميرات ، ولم ترفعها إلا سواعد المرابطين وتكبيرات أطفالهم ، ونحن في سبات فمتى نستيقظ أم أن كلام مائير سيبقى يلازمنا للأبد  . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد