مدخــــلات أجيـــالنا في الميزان

mainThumb

26-05-2009 12:00 AM

الأجيال التي ولدت قبل اربعة، أو خمسة أو ستة عقود من الزمن كانت لها مدخلات مختلفة إختلافا جوهريا عن مدخلات معظم عناصر الأجيال الحالية، ترى لماذا لم نعاني في الماضي من مسألة الملل و الفراغ و بعض الفراغ؟.

لم نستخدم الأســرّة للنوم، ولم نعاني من أية الآم تذكر بسبب عدم النوم على السرير، رضينا بنوع واحد من الطعام لأي وجبة كانت، وبإستخدام وعـــاء كبير واحد أو صينية واحدة، و لم نستخدم الشوكة أو السكين، و نادرا ما استخدمت الملاعق، و كنا نأكل اللحم مرة واحدة كل أسبوع أو كل اسبوعين، وكان العدس و البندورة (الطماطم) و البطاطا الطبق الرئيسي لمعظم الأسر، وكان البيض نادرا مثل ندرة اللؤلؤ، و كانت الوجبة الرئيسية تؤكل قبل آذان المغرب أو بعده بقليل من قبل معظم الناس، لم نعاني من فقر الدم بتاتا، رفعنا الماء بالدلو و لكافة الإستخدامات، وكان لكل أسرة تقريبا بئر ماء، ولم نستخدم صنابير المياه، مشينا على الأقدام الآف المسافات الطويلة، و لم نشتكي من الآم الركبة، لهونا بإستخدام أدوات إما عديمة أو رخيصة الثمن، و كانت الجوراب البالية بعد حشوها كرة قدم، وقد كانت هناك عدة ألعاب نختارها بالقرعة، تعرضنا لتأنيب وتأديب وضرب الأهل و الجيران و الأقارب لنا، و كانت جميع طلباتنا تقابل باللاءات ، كانت لنا جيوب كبيرة نستخدمها كمستودعات لحفظ أشياء عديدة، و كانت لنا جيوب صغيرة لحفظ قطع النقود المعدنية الصغيرة و الكبيرة، حيث كانت النقود الورقية نادرة، كان لكل واحد منّــا محرمة (منديل) واحد غامق اللون !، كانت بيوتنا صغيرة المساحة لكنها أنظف، كانت قصة شعر الصغار على الصفر دائما و هي موحدة للجميع، كنا نستحم مرة واحدة في الأسبوع بإستخدام الصابون النابلسي للشعر و الجسم، كنا نقرأ دروسنا و نؤدي واجباتنا الدسمة أيام الدراسة خوفا من العقوبات و التوبيخات في المدرسة و في البيت وفي الحارة، ونستمتع بالروايات العالمية المترجمة و كتب التاريخ و الشعر لعدم وجود مذياع أو تلفزيون أثناء العطل الرسمية (بعد عودتنا من العمل كأجراء عند أصحاب المهن).

مدخلاتنا كانت وفيرة ، لها قيم عظيمة و عوّدتنا على العصامية كخيار وحيد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد