لماذا فاز اوباما بجائزة نوبل للسلام؟

mainThumb

11-10-2009 12:00 AM

جائزة نوبل للسلام من الجوائز المهمة والكبيرة في العالم, وقد بدأت في العام ..1901 . الجائزة عادة ما تمنح لأفراد أو مؤسسات ساهموا مساهمة حقيقية كبيرة واضحة في تحقيق السلام العالمي, وقدموا الكثير من التضحيات في سبيله. الجائزة بشكل عام إذن تمنح لإفراد أو مؤسسات قدموا وقاموا بجهود جبارة وواضحة في مجال الجائزة, أي أنها تعتمد على ماضي الفرد أو المؤسسة وما قدم من أعمال في مجال الجائزة. تاريخ الرئيس اوباما لا يرشحه من بعيد او قريب لنيل الجائزة, لا بل لا يرشحه للمنافسة والترشح لها.

الرئيس اوباما من مواليد العام 1961 وأفضل المواقع التي عمل بها كانت عمله كسيناتور عن ولاية ايلينويز منذ العام 2005 وحتى تقديمه استقالته كمرشح للرئاسة الأمريكية في العام 2008.

تاريخ الرجل تاريخ عادي ولا يوجد فيه كما اشرنا ما قد يرشحه للفوز بهذه الجائزة العالمية المهمة. الرئيس اوباما نفسه قال وبعد معرفته بالخبر انه قد تفاجئ بالجائزة, وانه يعتقد انه بانه غير جدير للفوز بالجائزة

الإدارة الأمريكية وخلال السنوات القليلة الماضية سجلت نفسها ضمن قائمة الدول المصدرة والمنتجة للإرهاب والفوضى العالميين, وسجلت أمثلة كثيرة في فشلها الذريع في تحقيق أي مقدار من الأمن والسلام العالميين. . لماذا منحت الجائزة إذن لرئيس لم يقدم ولم يقم بأي عمل حقيقي في سبيل السلام ؟ وما دلالات فوزه؟

الفوز بالجائزة كما اعتقد يمكن أن ينظر إليه من زوايا مختلفة وربما متناقضة أحيانا, فمنح الرئيس اوباما الجائزة قد يكون لأنه قد بدأ بجهود ربما تكون مخلصة صادقة فعلا من اجل تحقيق سلام فيه شيء من العدالة والشمولية بين الفلسطينيين والعرب وإسرائيل, وهي جهود ومحاولات لا تريد إسرائيل لها أن تستمر وتنتهي إلى نهايات يمكن أن تفرض أي ضغوط على الربيبة المدللة إسرائيل ولذلك جاءت الجائزة في هذا الوقت تحديدا لتضع نهاية للجهود الأمريكية ولجهود الرئيس اوباما في هذا المجال, وللتقليل من حدة الضغوط الأمريكية إن وجدت, خاصة وان الجهود الأمريكية في السلام بين العرب واليهود تراوح مكانها ولم تزد الموقف الصهيوني إلا صلابة وتشددا, ولم تقدم للساسة الصهيونية إلا كل عون ودعم .

أما وجهة النظر الأخرى والي يمكن أن نفهم في ضوءها دلالات فوز اوباما بهذه الجائزة الكبيرة المهمة, فهي الضغوطات الأمريكية الكبيرة التي تمارسها الإدارة الأمريكية والرئيس اوباما على إيران وعلى برنامجها النووي والذي يضغط اللوبي الصهيوني فيه بكل قواه.

إذ أن منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل الآن وهو الذي كما قلنا لم يقدم أي شيء يستحق الجائزة عليه سيفرض عليه مسئولية كبيرة لوقف التجربة النووية الإيرانية مهما كان الثمن ولإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما تريد. وجهتي النظر هاتين قد تبدوان متعارضتان في ظاهرهما ولكنهما وعند اجتماعهما معا يبدوان سببا جوهريا لإسرائيل واللوبي الصهيوني لمنح جائزة كبيرة كجائزة نوبل للسلام لرئيس الدولة الكبرى, والتي يمكنها وحدها ترتيب أوراق المنطقة الشرق أوسطية, وبما يخدم أهداف إسرائيل في المنطقة ومصالحها.

أما ثالثة الأثافي فيمكن أن تكون أن الإدارة الأمريكية قد نجحت في قتل تدمير وتشريد ملايين المسلمين في العراق وأفغانستان وغذت الخلافات والانقسامات بين المسلمين في كل مكان, وهي بذلك تستحق جائزة نوبل للسلام وهي تقدمها للرئيس اوباما نيابة عن سلفه بوش .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد