الرئيس القائد " ابو مازن " هل هو خليفة الزعيم الراحل ياسرعرفات؟!

mainThumb

08-11-2009 12:00 AM

رغم أنني لست مع التدخل "بأي" شأن من شؤون الأخوة الفلسطينيين ،حيث ان موضوع الزعامة الفلسطينية هو شان فلسطيني بحت،ولكن كون هذا الوطن محتل، فان واقع الحال يعتبر" فرض عين "علينا بأن نتبنى قضاياه في ظل وضع فلسطيني داخلي "غير سليم" ستكون انعكاسات نتائجه واضحة على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.

إن المستعرض لمسيرة النضال الفلسطيني يلحظ" كم استدارت عقارب الساعة حول محورها " ، فمن نضال مسلح إلى نضال شبه مسلح إلى نضال يتكيف مع الظروف وحقيقة وواقع القطب الواحد. لقد أنهى الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" حياته بمسيرة لم تخلو من الإخفاقات ولكنها كانت حافلة بنجاحات لصالح قضيته، حيث كان القاسم المشترك في مسيرته، انه حافظ على وحدة الشعب الفلسطيني بكافة توجهاته وفصائله ولو بالحد الادني.

لقد رحل الزعيم الفلسطيني وترك القضية" تغرق" في بحر خلافات وشكوك وعدم ثقة بين"خليفته " والكثير من الفصائل والقوى الفلسطينية الأخرى ، ومما زاد "الطين بله" أن "خليفة عرفات" لم يكن بمكانة سلفه ولم يتسم "بالحنكة والدراية" المطلوبة لاستيعاب الكل ،لا بل فقد "عمد أن يكون زعيم الفريق الواحد" مما افقده الأهلية لأن يكون الحكم و المرجع لكل التيارات السياسة الفلسطينية وأدى إلى "اتساع" الشرخ الفلسطيني انتهاء بانفصال غزة عن الضفة .

لقد مرت الأيام وتراجع مستوى الاهتمام العربي والعالمي في"القضية الفلسطينية" ، فبعد أن كانت تتصدر عناوين الصحف والأخبار العالمية ، أصبحت عنوانا ثانويا لخبر تم تهميشه من "ذوي القربى" قبل أن يهمش من أعداء القضية ، ومما يبعث على الأسى أن الخلافات الفلسطينية أصبحت هي الشغل الشاغل لكل العرب والعالم بين "داعم مؤيد لهذه الخلافات ، وبين مـتألم يتحسّر على أيام عزّة ومجد قد خلت.

إن الصراع الفلسطيني الفلسطيني ما كان ليتأجج لو تم استيعاب الطرف الآخر و احترام نتائج الانتخابات ، ولكن عقلية رفض الطرف الأخر إضافة للضغوط الخارجية ،جعلت " بوصلة الزعامة الفلسطينية" تتأرجح إلى غير هداها، مما افقد السفينة وجهتها الحقيقية.

إنني اعتقد انه لو احترمت "فتح" بقيادتها وقادتها نتائج الانتخابات لصالح فريق "حماس" لكانت فرصة و درسا لنا كعرب ومسلمين للوقوف على حقيقة" وإمكانية" إدارة الإسلاميين لشئون الحكم في ظل عالم تتلاطم فيه أمواج العدائية والتشكيك في كل ما هو ذا توجه إسلامي .

إن ما يعيب مسيرتنا "كعرب" هو عدم السماح لقوى المعارضة" الفائزة في الانتخابات" لممارسة لحكم وخصوصا الإسلاميين ، إنني اعتقد بان حرمانهم من ممارسة الحكم هو فشل لنا ، لأننا نخسر تجربة نحن بأمس الحاجة لها لتكون منطلقا جديدا لتوجهاتنا ولسحب البساط من تحت أقدام كل من يزايد على مصالح وهيبة الوطن، وإنني على يقين بأن هذه التجربة ستكون "اربكانية" أكثر منها "اوردوغانية" في ظل ما نراه على الواقع .

لقد احسنت حكوماتنا الأردنية المتعاقبة " صنعا" في فتح الباب للاسلامين لخوض الانتخابات وتبيان وزنهم في الشارع الاردني ، فها هم يحصدون ما يزيد على 20 مقعدا في انتخابات 1989 لتصل الى اقل من 6 مقاعد في الانتخابات الماضية. ان التجربة الاردنية مع الاسلاميين تجربة يجب ان تحتذى مع اضفاء صفة الشفافية بقدر اكبر ، ذلك ليتسنى لنا معرفة الحجم الحقيقي لهذه الحركات في سوق "المزايدة" الانتخابية.

لقد أعلن عباس عن عدم رغبته في الترشح "للرئاسة" فاتحا الباب أمام سيل من المظاهرات "الوهمية الموجهة" في عواصم عربية والضفة لثنيه عن هذا القرار، هذا السيناريو المرتقب سيعيد عباس رئيسا للسلطة بانتخابات يباركها العالم ويرفضها غالبية الشعب الفلسطيني وأحرار العرب وبالتالي فإنني اعتقد بان هذا السيناريو إذا ما تم فانه سيجعل القضية الفلسطينية شيئا من الماضي وهذا ما تريده إسرائيل وقوى الغرب.

على الأخوة الفلسطينيين التعقل باختيار زعيم فلسطيني "مستقل" غير حزبي ، يكون لكل الفلسطينيين وذلك ليتنسى له جمع الشمل الفلسطيني على الأقل بوحدة الكلمة ، هذا أملنا ومبتغانا كأمة عربية نتطلع لتقرير المصير لشعب كافح وما زال يكافح لأجل الاستقلال والحرية ودمتم.

thabetna2008@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد