جلسة مع الوزيرة مها الخطيب

mainThumb

17-08-2008 12:00 AM

أيقظتني والدتي من أجمل منام في حياتي ، كنت فيه مع الوزيرة مها الخطيب ، الوزيرة الأنيقة ، صاحبة الطلـّة البهيـّة. والابتسامة الآسرة ، والكلمة الواثقة ، كنّا نتقاسم الجلوس على أعلى حجر أسود ؛ من حجارة مدرج أم قيس الرومانيّ ، وحولنا أكوام من الحجارة المبعثرة ، تستجدي من يعيد لها ترتيبها ، نرنو بنظرنا صوب طبريا ، ويضرب وجهينا نسيم عليل ، ارتوى من وجه بحيرتها الهادئة ، الحبلى بالأحاديث والذكريات ، ويطرق مسامعنا ثرثرة اليرموك وصخبه مع شجيرات الدفلى ، حين تنقل رسائل عشقه للتلال التي تحتضنه ، عصافير وفراشات تلهو بينهما .

أمطرتها خلال الجلسة ، بسيل من الأسئلة والاحتجاجات ، وصممت أذنيها بالاقتراحات والانتقادات ( البناءة طبعا) ، وحدثّتها عن تقصير وزارتها في استغلال أو ترويج مناطقنا السياحية ، وعجزها عن غرس ثقافة ، ولنسميها ( الثقافة السياحية) في مناهجنا الدراسية ،ـ وفي أذهان وعقول أبنائنا . أسئلة كثيرة ، واقتراحات أكثر، نسيت أغلبها ، إلا أن آخرها لا زال في شريط ذاكرتي ، لم يستطع صوت أمي ــ وهي توقظني من نومي ــ محوه ، وهو حول خصخصة مواقعنا الأثرية ، حيث أكدت الوزيرة ، نفيها للخبر الذي تناقلته الصحف ووكالات الأنباء حول الموضوع ، وأن كل ما في الموضوع ، هو خصخصة خدمات تلك المواقع ، وحين طلبت رأيي في الموضوع ، أذكر أنني قلت لمعاليها : حكايتك سيدتي ، مثل حكاية جارنا أبو العبد ، حين باع معصرة زيتون يملكها ، فعاتبه أهله وأقاربه على فعلته ، فقال لهم مبررا عمله : يا جماعة الخير ، أنا ما بعت المعصرة ، الذي بعته هو شغلها ( بس ) ، المعصرة لا زالت لي ، إدارتها وعملها وإنتاجها ، ( لهضاك الزلمة ) ، يوظف بها من يريد ، ويعمل ما يريد ، ويتقاضى أجرا كما يريد ، يستقبل بها من يريد ، ويطرد منها من يريد ، لكن تبقى هناك يافطة مكتوب عليها :( معصرة زيتون لصاحبها أبو العبد ) .

T_obiedat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد