البورصة .. نهاية مأساوية

mainThumb

10-09-2008 12:00 AM

إنني استغرب كل هذا التهافت على البورصة تعاملا أو مساهمة أو حتى مجرد التفكير بها...أنا لا احلل ولا احرم البورصة على أحد ، فلست انا أهل لذلك وولي الأمر اولى بالإفتاء بشرعيتها وهو قد فعل.....ولكن قناعاتي بها ليست كبيرة وبالتالي فانا أراقب البورصة ولم ولن أتعامل معها بها أبدا .

فالثلاثاء الأسود كما تم تسميته . كان أسودا شاحبا في وجوه كل من تعامل بالبورصة آنذاك....... ومن هنا فإنني استغرب أيضا عدم اتخاذنا من ذاك اليوم عبرة لنا ولغيرنا..... وإنني هنا اتساءل....... ألا نقرأ دفاتر الأيام لتكون عبرة لنا ؟ ألم يكن ذلك اليوم المشؤوم وبالا على كل أولئك الذين تعاملوا وادخروا في البورصة؟ ذلك اليوم الذي انهارت فيه البورصات الخليجية والكثير من البورصات العربية والعالمية...كان ذلك قبل نحو ثلاثة أو أربعة أعوام على ما اعتقد..... لقد كان السيناريو هكذا...(((تهافت الناس على البورصات ......انشغال الموظفين والعمال وربات البيوت والطلاب و....,,,و,,,, في تطورات البورصة..........حتى عاملات البيوت انشغلن بالبورصة وتركن عملهن.....انه الولع....انه الجنون.. لقد انشغل الجميع فأصيبت عجلة الإنتاج بالشلل تقريبا .... أما موظفو القطاع الحكومي فالجلوس خلف الكمبيوتر ومتابعة البورصة هي حالهم....... أرباح خيالية.....بيع للممتلكات وسحب الأموال من البنوك وإيداعها بالبورصة.........المرأة تبيع ذهبها والأب يجمع كل مدخراته ليضعها في البورصة.........جنون بحب الكسب السريع......انبساط تلاه"" انشكاح"" لهذه المكاسب غير المتوقعة......تحسن دخل الأسر......دعم معنوي من ربات البيوت ومساندة أزواجهن لاستثمار المزيد والمزيد....وفي ليلة ثلاثاء حدث المتوقع..........فقد انهارت البورصات الخليجية خلال ساعة نتيجة تدخل أصحاب رؤوس أموال خارجية مشبوهة وغير مشبوهة....كيف لا فهي بورصة عالمية.....إضافة لجهل فينا في فهم ومعرفة البورصة ودهاليزها.........فخسر من خسر........ ونقل للمستشفى من نقل...والكل جلس يندب حظه.........والكل يلوم الكل ويحمل المسؤولية للآخر... خسائر قدرت بعشرات الآلاف في الأسرة الواحدة أحيانا ومجمل الخسائر في إحدى الدول الخليجية فاق ال 400 مليار.....صمت رهيب ...ووجوه كأداء.. ... ))) أنا لا اكتب شعرا أو نثرا...فقد عايشت هذا الموقف وكأنه اليوم...ولكل من أراد التأكد أن يستقى المعلومات من مصدرها.........فما أشبه اليوم بالبارحة.

حمدت الله ولا زلت إنني لم أتعامل بالبوصة نهائيا ليس كرها بحب كسب المال...إنما لشكوكي في مدى انسجامها مع الشرع ولتخوفي من نتائجها فالكسب المعقول في كل أشكال التجارة في العالم لا تصل إلى 30 أو 40 % إلا في التجارة المحظورة أو المشبوهة.

لقد تسابق الأردنيون في الفترة الآخيرة في السعي وراء البورصة لا بل سبقنا من سبق وقام البعض ببيع أغنامه وبقراته وادخرها بالبورصة طمعا في كسب سريع.. ولكن النتيجة واضحة كوضوح الشمس تنجلي لكل إنسان وهبه الله نعمة العقل........النتيجة............ الخسران الكبير.

أن ما بدأ يرتشح من أخبار حول إفلاس شركات البورصة ومحاولاتها الالتفاف على المواطنين تدعونا لوقفة تأمل... تدعونا لإعادة حساباتنا مع أنفسنا ... ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا؟؟؟ الم يبلغنا بان القليل الدائم خير من الكثير المنقطع؟؟؟ أين نحن من سنة وسيرة رسول الله ..."وما ينطق عن الهوى"....أنا لا ألوم من ادخر..ولا من كسب..ولا من خسر.....لكني اذكر واحذر و اشد على أيدي الحكومة بالإسراع في توجهاتها الآخيرة وحماية الناس من عمليات نصب واحتيال ستكون على نطاق واسع إن بقيت الأمور على حالها.

أن العرض الذي تقدمت به إحدى شركات "البورصة" وهي شركة المصفوفة أو ماتركس كما قرأتها في الصحف حينما أعلنت لزبائنها عن استعدادها لإعادة حقوق مساهميها خلال ثلاثة أشهر ينطوي على مغالطات ومحاذير كثيرة فالعرض لم يكن واضحا ولا تبين الشركة مدى الضمانات لاستعادة الناس لحقوقها... إن ما أخشاه ( وهنا لا اتهم أحدا إنما أحذر) أن تقوم هذه الشركة باستثمار أموال الناس والمقدرة ب 60 مليون دينار لمدة ثلاث أو أربع شهور" وتكون قد جمعت ملايين الملايين من الأرباح خلال هذه المدة" وبعد ذلك توزع حقوق الناس "دونما أرباح" عن فترة الثلاث أو الأربعة أشهر هذه ...بينما تجني الشركة أرباح ال 60 مليون عن هذه الفترة وتحتكرها لنفسها ومن هنا فإنني اكرر تحذيري من عمليات تحايل على المواطن الأمر الذي يتطلب تدخل أصحاب القرار والخبرة لحماية المواطن العادي واني اعتقد أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح. أما عن إعلان بعض شركات البورصة عن نيتها تصفية نفسها بإعلانها الإفلاس فقد كان رد مراقب الشركات جليا واضحا بان لا شركة بورصة مسجلة لغاية الآن وهذا يعني ببساطة أن ما تم جمعه من الناس من أموال كان بطريقة غير قانونية وبالتالي ليس من حق أي شركة أن تعلن إفلاسها لأنها بنظر القانون ليست شركة إنما جماعة حاولت استغلال الناس والسيطرة على أموالهم وبالتالي هي مسؤولة أمام القانون تحت هذا المسمى .. ودمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد