إجهاض

mainThumb

22-08-2008 12:00 AM

طارق تقي الدين عبيدات
أقرّ وأعترف بأنني كنت أحلم ، حلم شاب مراهق ، مقبل على الدنيا بلا زاد ،بلا معرفة بقوانين لعبة الكبار ، كنت أترجم تلك الأحلام والهواجس ، حروفا وكلمات ، أجتهد في تنميقها ، واستشير والدي في سلامة نظمها ، كان أغلبها خارجة عن القوانين ، وبعضها متمردة على أنظمة الذوق واللياقة ، ألتقطها من عيون الناس ، ومن خوفهم ، ومن جوعهم ، أجدها في حافلات النقل العام ، وفي الدكاكين ، وأمام المخابز، وفي دوائر الدولة ، ثم سرعان ما أترجم ما ألتقطه ، حروفا وكلمات أسطرها بعفوية واستعجال ، وأسميها مقالات . كم كنت أتمنى أن أقول...... وأن أقول أن أعري هذا المسوؤل الفاسد ، وأفضح ذاك المستغلّ ، وأحفّز العامل الكسول .
كنت أتمنى أن أقف أمام أهم إشارات عمان الضوئية ، وأجبر السيارات الفارهة على الوقوف ، وأخلط الحابل بالنابل ، ولا أستجيب لنداءات شرطي المرور ، ولا أخاف من خوذته الحديدية ، ولا أخشى هراوته ، ولا من دفتر مخالفاته ، ولا من سبابه وشتائمه ، ولا ترهبني تكشيرته واحمرار عينيه ، وحين أعرقل المرور، ويجتمع السائقون المتعجّلون حولي ، أصرخ بأعلى صوتي : لا .... لا.... بملئ فمي: لا..... للفاسدين المفسدين ، لا.... للظلم والتهميش ، ولا لتجويع خلق الله واستغفالهم .
لكني ومن خلال ما كتبت ، ومن خلال ردود القراء ،أعترف أنني فشلت . فشلت في الاحلام ، كما فشلت في الكتابة ، وفشلت أيضا في حسن التعبير . وعلى رأي أحد المعلقين على إحدى مقالاتي : (خبّصت) بالكلام ، وها إنا استمع لنصيحة أحدهم ، وأنزع من رأسي كل الأحلام ، وسأرمي قلمي ، وأغلق حاسوبي ، وسأتفرغ لدروسي ، سيما وأنا أستعد لامتحان الثانوية العامة ، فالعذر كل العذر، ممن أسأت له عن غير قصد ، أو فهم ما قلت في غير محله ، خاصة أهلي المغتربين في بلاد الدراهم والريالات ، كما أخص الوزيرة الأنيقة ، صاحبة الطلّة البهية ؛ معالي مها الخطيب . وكل الشكر والعرفان لصحيفة السوسنة ، التي منحتني الثقة ، وأعطتني تلك الفرصة ، لأحلم ثم أحلم ، ثم أعبر عما أحلم . والسلام .

T_obiedat@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد