توجيهي .. سعودي

mainThumb

19-08-2008 12:00 AM

أكثر المغبونين في الدنيا أخي الأكبر ، فقد كان يثير شفقتي ، حين أراه يأكل مناهج التوجيهي ، أكثر مما يأكل أكياس الشبس والبسكويت ، التي حرصت والدتي أن تشجعه بها ، بألوانها وأنواعها واختلاف مذاقها ، فقد تضخـّم بفعلها ، وضاعت معالم جسمه ، وأضحى دون خصر، ودون رقبة ، كان المسكين يسهر للثالثة ليلا ، ويصحو قبل الثامنة ، ينام بين أوراقه ودفاتره وحاسوبته الصغيرة، وتتناثر حوله بقايا الشبس والبسكويت ، التى غالبا ما يسطو على بعضها ، أخي الصغير .

ويوم النتائج غمرتنا الفرحة ، وأطلقت الألعاب النارية ، و(عجّت) أمي بزغرودة غير مكتملة ( زغرودة عالموضه ) ودارت صحون الحلويات بين المهنئين ، لقد حصل على معدل (94.4) ، وظن الجميع بأنه سيدرس الطب في احدى جامعاتنا ، التي ندفع ضرائبها على فواتير هواتفنا ، ومياهنا ، وكهربائنا ، وفي دائرة الاراضي وفي.... وفي..... ( يطول العدّ) ، ندفعها على حساب لقمنا ، وملبسنا ، ودوائنا ، وراحة بالنا .

تصوروا أن الوزير السابق ، عالم الذرة ، عبقريّ زمانه ، ( برادعي) الأردن ، قد سطا على مقعده لصالح أولاد الأغنياء المتنفذين أو لصالح من قدموا ( بميـّاتهم ) من بلاد (برا) ، بلاد الملح والبخور والهدايا .

يا سامعين الصوت : المبدعون من أبناء هذا الوطن ، ممن فطورهم الزيت والزعتر، وعشاؤهم المرّ والعلقم ، يسهرون مع كتبهم حتى الصباح ، أحق وأولى من أبناء المتكـرّشين القادمين من بلاد الريالات والدراهم ، تزكم أنوفهم رائحة البترول ، وتثقل عوائدها جيوبهم ، فأبناؤهم أقدر على الدراسة في الجامعات الخاصة ، وليس أبناء الموظفين الطفارى ، أو أبناء المتقاعدين المساكين ؛ الباحثين عن الستر في كل ركن .

T_obiedat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد