صحيفة السوسنة الأردنية

في البداية لابد من الترحم على أرواح الشهداء الأبطال الأبرار الذين قتلتهم إسرائيل بوحشيه وسادية في غزة هاشم البطلة , وهم بالتأكيد كضحايا بريئة ذاهبون إلى جنه الرضوان , التي وعدهم الله سبحانه وتعالى بها , فإسرائيل وهي الحريصة دائما على تذكيرنا بأنها تستطيع أن تفعل ذلك في كل وقت ومتى تشاء , ولا تجد حرجا في الإعلان عنه , فهذا هو المشروع الصهيوني في فلسطين , وهذه هي أدواته وهذه وسائله وأساليبه , منذ البداية , تهويد وتشريد و جرائم ومجازر لا تنتهي , حتى تدخل في عقولنا كعرب ومسلمين , أننا لا يمكن لنا مجاراتها عسكريا , وتزرع فينا مشاعر اليأس و الإحباط والوهن والخذلان والهزيمة النفسية والمعنوية , وانه لابد للفلسطينيين والعرب والمسلمين , من الخضوع لإرادتها والتسليم بالواقع الذي تفرضه عليهم بالقوة الغاشمة , وللأسف صدّق الذين أصابهم ما أصابهم من هذه الأمراض , أكذوبة السلام , الذي بدأ في كامب ديفيد … حتى وصل إلى الحكم الذاتي الشكلي الحالي , الذي جعل الفلسطينيون أولا ثم العرب ثانيا أمام مشروعين مختلفين , الأول مقاوم والثاني يريد تصديق أكذوبة السلام , وبدأ الصراع بينهما , الذي وصل إلى حد كسر العظم , وإسرائيل تتفرج , وتعد العدة وتستعد وتضرب , حيث تريد , بحجه الحفاظ على أمنها , بعد أن كبلت بعض الدول العربية باتفاقيات سلام مزعومة …وسيطرت على الدول العربية الأخرى بواسطة الهيمنة الأمريكية المفروضة عليها ..

لذلك لن نتأمل ولا نتوقع من أي مؤتمر قمة عربي قد ينعقد , أو حتى شكوى لمجلس الآمن أي شيء....حتى وإن اجتمعوا فهذا فقط هو ذر للرماد في العيون ... والشجب الاستنكار و الإدانة والرفض كله اصبح كلام مستهلك فارغ خواء لا طعم ولا لون ولا رائحة فهو كلام بالهواء مللناه , ولن يرجع إلينا أحبابنا الذين استشهدوا ...ولن يضمد جراح إخواننا الذين جرحوا ... لا نهم( أي الزعماء) ببساطه عاجزين مكبلين مكرهين بل خائفين ومرعوبين ....ولن يقبل منهم الشارع العربي ...إلا قرارات حقيقية ذات فائدة ..مثل انهم سيحركون ويفعلون مجلس الدفاع العربي المشترك ( بالناسبة ما هي أخباره ) ...ويتخذون قرارات سياسيا وعسكرية رادعا لإسرائيل فهل هذا سيحصل ....اشك في ذلك ؟؟؟... ولكن دعونا الآن من هذا الكلام الإنشائي السابق المكرر , والذي اصبح مملا للقارئ والمتابع , ونعود لما هو مفيد , ونحاول مناقشه بعض الدروس المستفادة , الممكن استخلاصها من هذا الهجوم البربري الهمجي الإسرائيلي على غزه وعلى كوادر حماس و مقارهم وإحداث هذه المجزرة الدموية الرهيبة , فهذا الهجوم على غزة لم يكن مفاجئا أبدا لأحد , والكل كان يعرف عنه , وأن إسرائيل تعد له مسبقا وهي تعلن عن ذلك بوضوح وصراحة , وسمعنا من وسائل الإعلام المختلفة أن إسرائيل قد مررت ورقه في أروقه مجلس الأمن , تعلمه مسبقا بهذه العملية , حتى أن بعض وسائل الإعلام تقول أن دولا عربيه معينه أبلغت بذلك , وحشود إسرائيلية واضحة على الحدود , معلنة , وأن هذا الحصار الظالم , لا يمكن أن يستمر إلى الأبد , وانه كان تمهيدا لما حصل ... فماذا الذي حصل يا حماس ويا كل الفصائل المقاومة في غزة ,لماذا تحصل كل هذه الخسائر البشرية الغالية ؟؟ ...

ألم تعرفوا ما نعرف وتتوقعوا ما توقعنا؟؟ ...نحن البسطاء من الناس....أين وسائل استطلاعكم؟ ...أين إستخباراتكم؟ ...أين محلليكم العسكريين والسياسيين؟ ... أين حسكم الأمني ؟... ؟لماذا لم يكن سلاحكم صاحي ؟... هل نسيتم أنكم حركه مقاومة شعبيه ... تشن حرب عصابات شعبيه ...لها تكتيكاتها القتالية ....ومنها العمل السري ...واعتماد أساليب المباغتة والتمويه والخداع والمناورة والمراوغة, ولماذا هذا اللباس العسكري المكشوف لعناصركم

أليس اللباس المدني افضل؟ ,ولماذا بروتوكولات التخريج , والطوابير ؟, ولماذا هذه التجمعات العسكرية والثكنات المكشوفة , التي تجعلكم هدفا سهلا ومكشوفا للعدو؟ , أين حاله الطوارئ التي أعلنتموها ؟, أين مبادئ الدفاع السلبي ؟, أي الحيطة والحذر وعم التجمع بل التفرق والانتشار والاختفاء والاختباء وان لا نقدم أنفسنا و أرواحنا هديه رخيصة للعدو, بحجه أننا نريد الاستشهاد ولا نخاف من الموت , فالموت حق . ولكن يجب أن يكون موتا يغيض العدا...وكلنا يعلم أن إسرائيل ...قامت بمثل ما قامت به ألان ...قبل سنين حين حطمت البنية التحتية والعلوية للسلطة الفلسطينية وقواتها في غزة والضفة ...خلال عهد الشهيد ياسر عرفات رحمه الله ..

ثم لماذا لم تتعلموا من حزب الله الذي لم يخسر في الحرب الأخيرة من مقاتليه مثل هذا العدد الذي خسرتموه في يوم واحد ؟ ,والذي صمد رجاله بالخنادق مدة ثلاثة وثلاثون يوما …ولم تؤثر بهم …ما تفعله القذائف المنهمرة عليهم ليل نهار و التي لم تمكنهم من الراحة و النوم من الفت في عزيمتهم …ولم تحدث لديهم الصدمة والترويع المتوقع …وما يسمي بصرع المعركة والذهول الناتج عنها …وعندما أراد العدو التقدم الميداني …تمت مفاجئته …وتدمير(33) دبابة ميركافا في يوم واحد …فجعلته يتراجع وينهزم …ولم نشاهد جندي واحد لحزب الله ولحد ألان يظهر مباشرة ..وإن ظهر فهو دائما ملثم …لماذا لا تتعلموا منهم , وتدربوا عناصركم على الابتعاد عن الاستعراض و والمفاخرة ...فالتدريب والإعداد الجيد مع وجود العقيدة الصادقة لدى المقاتل ..يحدث المعجزات ...

وعليكم أن تعترفوا بأن لديكم ... ضعف قيادي و إداري واستراتيجي وسياسي واضح جدا ويجب معالجته فورا , ... فالدعاء وحدة لا يشفي ولكن اجعلوا معه قطرانا ... نقول لكم هذا من حبنا لكم وخوفنا عليكم و تأيدنا لكم , في دفاعكم عن اعدل قضيه عرفها التاريخ , ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ...وعدونا غدار ...فالحذر الحذر ...أملين من الله سبحانه وتعالى أن ينصركم ويقويكم على تحمل هذه الخسائر وان يعوضكم بأحسن منها , انتم آيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس , إنه سميع مجيب الدعاء ....وان يعيد الجميع إلى جادة الصواب ...والتعلم من هذا الدرس القاسي ...وانه لا سبيل إلا المقاومة , والحرب المفتوحة مع العدو الصهيوني الغاشم وفي كل مكان ...ورحم الله سبحانه وتعالى الشهداء الأبطال و أسكنهم فسيح جناته .....أمين