لماذا نعارض مؤتمر دافوس ؟

mainThumb

20-05-2009 12:00 AM

هشام عبد الفتاح الخريسات
وسط هذه العاصفة الإعلامية من الإرهاب الفكري مدحا و تمجيدا و تبجيلا لمؤتمر دافوس- البحر الميت و نقدا و اتهاما و توبيخا لكل من يفكر بمعارضة المؤتمر معارضة جذرية أو حتى جزئية يحق لنا أن نجيب على السؤال أعلاه تاركين العنان للعاصفة المدوية أن تقتلع أشرعة سفننا إن استطاعت.
سأقول كلاما أقرب إلى النقاط و الأسباب التي أعتقدها و أؤمن بها و لي مطلق الحرية في الإيمان بما أشاء كما أن لغيري مطلق الحرية في وصفي و وصف معتقداتي بما يشاء و الأصل في الصحافة الحرة و الإعلام الذي يحترم نفسه و قراءه أن يفسح المجال لكل وجهة نظر و لا أظن أن وجهة نظري معزولة أو شاذة بل هي تمثل كما لا أريد الادعاء أنه أغلبية و لكن من يحاور جميع الأفكار من مختلف أصقاع الدنيا عليه أن لا يضيق بفكر أبناء بيته.
نعارض مؤتمر دافوس لأنه محصلة سياسات الهيمنة الاستعمارية السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والفكرية من قبل الدول العظمى على دول العالم الأخرى، و نعارضه لأنه اجتماع الطبقة المنتفعة مباشرة من ظاهرة العولمة بمعنى توفير الفرص لتقاسم رأس المال والتكنولوجيا بين دول العامل المتقدم فقط، و نعارضه أيضا لأنه لا يناقش مشكلات البلدان النامية بل يركز على مناقشة مشكلات البلدان الغنية التي تواجهها في سبيل السيطرة على أسواق الدول النامية.
نعارض دافوس لأنه فرض للأجندة الإمبريالية الصهيونية علينا بهدف الحصول على الدعم الاقتصادي الضئيل بشرط الإندماج بثقافة الآخر (الخصم) في كل مناحي الحياة (الشباب والمرأة والمناهج والثقافة والفكر)، و نعارض دافوس لأن الدعم الاقتصادي المقدم هو للمشاريع الخدمية فقط دون الإنتاجية وهو لفئة برجوازية تستفيد من السمسرة والعولمة ليس أكثر- مع احترامي للسماسرة العقاريين و أنا منهم.
نعارض مؤتمرات دافوس في البحر الميت و غير البحر الميت لأنه ليس أكثر من فرصة لالتقاء الاقتصاديين الصهاينة بأباطرة الاقتصاد العالمي والعربي وعقد الصفقات التي تحصل فيها الشركات الصهويونية على أعلى الأرباح لغايات امتصاص الثروات ولا يتحصل الإنسان العربي على غير العمالة الرخيصة والأجور البخسة، و لأنها تطبيع مجاني مغبون مع أعداء أمتنا ومحتلي مقدساتنا نرفضه مبدئياً ومصلحيا، ولأنها تريد استخدامنا جسراً لتسويق السلع الصهيونية وتغلغلها إلى الأسواق العربية دون أية مكاسب سياسية أو اقتصادية تذكر .....
لهذه الأسباب كلها نعارض دافوس ، و لكننا لا نعارض البحر الميت، كما أننا لا نعارض البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط و الخليج العربي و بحر العرب و كل البحور التي نشتم منها عبق العروبة و الوحدة و المصالح العربية و الإسلامية ذات المصير المشترك و الرسالة الخالدة و الأمة الواحدة الماجدة التي حملت مع الاقتصاد و التجارة يوما ما إلى أمم و شعوب العالم رسالتها و مبادئها و أخلاقها التي لا أظن أن دافوس بجليدها الأزرق تمتلك من دفئه الإنساني ذرة واحدة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد