الثورة العربية والاستقلال

mainThumb

24-05-2009 12:00 AM

رذاذ السرحان

لقد امتحنت الأمة العربية امتحانا عسيرا، حيث مست في مقدساتها ورموزها ومقومات وجودها. وتعرضت للأذى منذ دب الضعف في الدولة العثمانية من جهة و التدخل الأجنبي في ترابها ووطنها من جهة أخرى، فاقتطعت الأطراف وانعقدت الحماية، وبدأ الجهاد الوطني من أجل تحرير البلاد وعودة المشروعية إليها.

استمرت الأمور تسير في هذا الاتجاه إلى أن بدأت المواجهة بين المستويات العليا لرموز الوجد التاريخي العربي والأتراك، وبلغت هذه المواجهة أقصاها بعد إطلاق الشريف الحسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى في شهر حزيران 1916، حيث وصل الموقف إلى أعلى مستوى من التصعيد ين القوى الوطنية وعلى رأسها الشريف الحسين والسلطات التركية وكان هذا التصعيد نتيجة عدم استجابة تلك السلطات الى مطالب زعماء الحركة الوطنية ولا إلى مطالب الشريف رمز القيادة الوطنية والمتكلم باسم الأمة.

فبلغ النزاع أشده في السنوات التي جاءت بعد تلك الإحداث حيث تنكر حلفاء الشريف لوعودهم بالمساعدة على تحرير البلاد العربية من الأتراك وتوحيدها بقيادة الهاشميون ، وبدأت بعد مرحلة الخلاص من الأتراك مرحلة جديدة تمثلت بمقاومة الاستعمار الجديد عندما قدم الشريف مطالب ورغبة العرب في الاستقلال والتحرر والانعتاق من رقة الاستعمار.

وكلما ارتفعت الأصوات لوطنية مطالبة بالحقوق الشعبية، كلما كانت الضغوط الاستعمارية أشد قسوة وأنكي. فساءت الأحوال والعلاقات، ولم تعد المطالب تستجاب باللين، حيث اتجهت الأمور الى صراع مرير مع المستعمر الجديد وكانت ذروة مقاومة الاستعمار في معركة ميسلون حيث لم يرق للفرنسيين ان يشكل الملك فيصل رحمة الله حكومة عربية في دمشق.

وقد بلغ السيل الزبى في تلك المرحلة فتحرك الملك المؤسس عبدالله بن الحسين رحمة الله لتعزيز ملك العرب في دمشق إلا ان المؤامرة العسكرية والسياسية الاستعمارية كانت اكبر من ذلك فعقد العزم على الاستقرار بالأردن ويكون نواة لملك العرب وانطلاق للوحدة العربية الشاملة سيما وإنها كانت الهدف الاسمي للأمة العربية بقيادتها الهاشمية فكون إمارة شرق الأردن التي أصبحت موئل الى أحرار العرب وبدأ المغفور له الملك عبد الله جهوده في تأسيس إمارة شرق الأردن في 21 نيسان 1921م عندما أقام أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه عشائري وبدوي.

وطوال السنوات الثلاثين التالية، ركز على بناء الدولة، ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث. وبتصميم ورؤية عظيمين، سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال، بإقامة شرعية ديمقراطية، بوضع أول دستور للأردن في عام 1928عرف باسم المجلس التشريعي، وإجراء الانتخابات لأول برلمان في عام 1929م. وخلال هذه العقود الثلاثة أيضاً، عقد الملك سلسلة من المعاهدات بين إنجلترا وشرق الأردن، كان آخرها في 22 آذار 1946م بالمعاهدة الإنجليزية-الشرق أردنية التي أنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالا كاملاً ولتصبح الدولة باسم "المملكة الأردنية الهاشمية" في 25 ايار 1946م وقد سار جلالته بخطوات ثابتة نحو تعزيز موقف الأردن وإبراز دورة على مختلف الصعد في تلك الفترة وشارك الجيش العربي في حرب 1948 وحقق انتصارات في باب الواد وغيرها واستطاع ان يحافظ على القدس والضفة الغربية ثم جاء بعده جلالة المغفور لة الملك طلال الذي سار على نفس النهج ثم تسلم جلالة المغفور لة الملك حسين سلطاته الدستورية فعمل على تحسين أوضاع الأردنيين في مختلف ربوع الوطن وامضي وقته يعمل على تطوير الأردن وتحديثه فشهد الأردن في دورة نهضة علمية وعمرانية ولعب دور واضح في مختلف قضايا الامة العربية والعالم وتسلم الراية بعده جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين الذي سار على نفس نهج الهاشميين فعزز المكتسبات الوطنية وواصل الليل بالنهار في سبيل رفاهية وعزة الأردنيين وحمل الهم العربي وقضايا الامة فكان وما زال صوت الأمة المسموع في مختلف المحافل الدولية فمن يوم الاستقلال لك يا سيدي من القلب تحية أردنية ملؤها الوفاء والولاء لعرشكم المفدى وعاش الأردن عزيزا وكل عام والأردنيون وعلى رأسه سليل الدوحة الهاشمية بألف خير و حمى لله الأردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد