لماذا كل هذه الهجمه العربيه على المقاومه ؟

mainThumb

30-05-2009 12:00 AM

بيير حنا

ليس المهم أن نحصي ضحايانا، ونعزو تأخرنا وانتهاك حرية شعبنا وبلداننا الى قوى الاستعمار التي جعلت من أرضنا العربيه شظايا مسلوبة الإراده .. بل المهم إدراك الحقيقه المرة التي جعلت البعض في الدول العربيه تتداعى أمام الهجمه الاستعمارية الشرسه التي أصابتنا بالصميم .. المهم أن نراجع سياساتنا ونتأمل حاضرنا، وننظر للمستقبل، ونسأل أنفسنا لماذا كل هذه الهجمه العربية الشرسه على المقاومه الباسلة الشريفه في فلسطين ؟؟
• أمتنا الغارقه بدماء أبنائها في فلسطين لم تهزم، وغزة التي تلقي ضربات الغدر والحقد الصهيوني تقول للكيان البغيض الارهابي أن الوطن الحر لم يعلن موت الحريه، فحرية أرضنا وشعبنا لن تأتي عبر تشويه صورة المقاومه والنيل من صمودها.
- صبراً فالنصر قريب وعلى الأبواب !!
الكيان الصهيوني الوليد غير الشرعي في المنطقة يعيش أزمة هوية ووجود، ازمة استطاعت المقاومة بنضالها وتضحياتها وصمودها وبدماء الشهداء الطاهره التي روت أرض غزة فلسطين على شرعية الوجود والحق في الحياة حيث أكدت للعدو الذي يستبيح أرضنا ويقتل شعبنا أن حريتنا لا يمكن انتزاعها بتسليم كل أوراقتنا للعدو الصهيوني.
حرية شعبنا لن تتحقق باخضاعه وإرهابه وتصفية قضيته وطمس حقوقه، بل هي قيمة نضاليه تسكن الضمائر الحيه والتي نجدها متحققه في المقاومه والاستشهاد دفاعاً عن الأرض والوجود، وليس بالإجرام الصهيوني والعهر العربي الذي يطلب منكم التخلي عن ذاتكم عن هويتكم، مقابل الاتهامات الظالمه التي يتم تسويقها للنيل من صمودكم المشرف، هناك من لا يكلف نفسه إحصاء عدد شهداء الشعب الفلسطيني الذين قضوا في بيوتهم وليس بساحه المعركة، هناك من لا يرى المشوهين، أو حتى الآف الأسرى الذين تمتليء بهم السجون الاسرائيلية، هناك من لا يقف وقفة تأمل أمام حصار غزة، ومصادرة الأراضي في القدس الصابره واعتداء قطعان المستوطنين على أهلنا في أم الفحم.
عرب الحصار والتآمر لا يشاهدون الجدران العنصرية، ولا الأشجار التي اقتلعت أو الأرض الزراعيه التي دمرت والأموال والمياه التي صورت ومع كل هذه الطبيعه الصهيونيه الإسرائيلية الاجراميه المتخصصه بصناعة الموت قتلاً أو تجويعاً، يحشدون قواهم السياسية والإعلاميه لإدانة المقاومه وقادتها البواسل.
إن الذي حل بالعالم العربي بعد نصر غزة ما زال مستمراً في تفاعلاته وتداعياته. وان كانت ورقة التوت قد سقطت عند البعض من الأنظمه العربيه التي سلمت بالهزيمه من دون حرب، إلا أن البقية الباقيه من الحلم من الأمل بالنصر والحرية لا تزال سمة الشعب العربي على امتداد ساحة الوطن الكبير والتي يتم التعبير عنها بوضوح في رفض اتهام المقاومه في فلسطين والتآمر عليها. وما دمنا مقتنعين بأننا أصحاب حضاره، وأصحاب قضيه تستحق المقاومه والإستشهاد فإننا لن نهزم مهما تعرضنا لمؤآمرات الشقيق قبل العدو.
هذه ليست محاولة لعزاء النفس، وتبرير الفاجعه التي حلت في الأمه ربما من مصلحتنا نحن العرب أن يقطع الإسرائيليون كل خيوط الحوار معنا، ليس لأننا أمه لا تريد السلام، بل لأننا سنكون الخاسرين على طاولة المفاوضات مع نتنياهو وليبرمان ويشاي.
هم متأزمون، لكننا لسنا مهزومين، وان كان البعض من العرب قد باع نفسه لقوى البغي والإجرام، لكن نبعنا لا ينضب، وأرحام نسائنا لا تعرف الكلل أو الملل ولا اليأس، وحضارتنا التي قادت العالم لثلاثة قرون ثم بقيت متألقه لخمسة قرون، لا تعرف الموت وقد أثبتنا ذلك عبر العصور.
تطوير الذات يأتي قبل تطوير وسائل الدفاع عن النفس لأنه مقدمتها، .. وفي معركتنا المصيرية تصورنا أننا قادرون على مواجهة أعدائنا مع الإستمرار بأنماط سياسية ألفناها، .. وفي واقع الأمر بقينا على رصيف الحياة، وفي دائرة التشرذم بقينا على رصيف حضارات الآخرين الذين أحسنوا استثمارنا على كل الصعد الإقتصاديه والسياسيه وفي المحصله قدموا لنا السلاح الذي نستحقه أو السلاح الذي يستحقنا، وكانت النتيجه معروفه سلفاً. كرسوا اسرائيل فوق أرضنا العربيه وأعطوها شرعيه كي تبتلع الأراضي عن طريق الحرب والتهجير .. أجيالنا لن تغفر لاسرائيل حقدها ولن تغفر لعرب الحصار جريمتهم .. أجيالنا قررت طرد الغزاه وتجار الحروب من عقلها وقلبها وأرضها وكلها قناعة بأن الحرية المعمده بالتضحيه أقوى من آلة الحرب الصهيونيه، أقوى من صمت العرب ومؤآمراتهم الشيطانيه ..
- إياكم والفتنه.
اللعب على أوتار الفتنه التي تطل برأسها من خلال ممارسات إجراميه هدفها النيل من شمعة المقاومة في فلسطين لن يؤدي سوى الى إضعاف أوطاننا ونسف الإستقرار الداخلي والهروله باتجاه العدو الصهيوني، الأمر الذي يتطلب من الجميع مراجعة مع الذات، لعقلنة الخطاب السياسي والإعلامي، والتخلي عن الإستثمار في الدم الطاهر الذي روى أرض فلسطين الحبيبه وغزة البطوله وإن كنا لا نزال نؤمن بالسلام، إلا أنهم جادون في قتلنا لتحقيق مشروعهم في المنطقه ..
الشعب الفلسطيني في غزة حسم أمره واختارالمقاومه والشعب العربي الفلسطيني قرر طرد القتلى وتجار الحروب من أرضه وعقله وبقي على الآخرين الذين يجعلون من المعارك الهامشيه ميداناً للتعبير عن انحرافاتهم السياسية أن يجددوا مواقفهم بصراحه ليس فقط لانصاف حماس بل لرفض التوصيف الأمريكي الصهيوني لقوى المقاومه، واحتضانها وحماية سلاحها الذي كان ولايزال موجهاً نحو أعداء الأمه فقط وضامناً لعودة حقوقنا وأرضنا من مغتصبيها.
bieerh@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد