دور النقابات المهنية في التنمية الاجتماعية (2من3)

mainThumb

31-05-2009 12:00 AM

المهندس هشام عبدالفتاح الخريسات

في مقال سابق تعرضنا بالتفصيل لدور النقابات المهنية في التنمية الاقتصادية و ركزنا على نقابة المهندسين كمثال نموذجي على ذلك، و في هذا المقال نتطرق إلى الدور التنموي للنقابات المهنية على الصعيدين الاجتماعي و السياسي.
فعلى الصعيد الاجتماعي تقوم النقابات بتأمين منتسبيها بفرص العمل ومحاربة البطالة، فمثلا قامت نقابة المهندسين بتوفير فرص عمل وتدريب لأكثر من (15500) مهندس خلال العقد الماضي، ويعقد مركز تدريب المهندسين دورات تدريبية لأكثر من ثلاثة آلاف مهندس سنوياً، كما و تعمل النقابات المهنية على الدفاع عن مكتسبات أعضائها ومصالحهم وعلاواتهم والسعي لرفع مستواهم الاقتصادي والمهني والعلمي مما ينعكس إيجاباً وبشكل كبير على حلقه الاستقرار الاجتماعي والذي هو رأس مال هذا البلد وصفته التي يتغنى بها على الدوام.
و أيضا تعمل النقابات المهنية على تأمين منتسبيها بمظلة التأمينات الاجتماعية السابق ذكرها في المقال الأول والتي تؤدي بشكل أكبر الى تحقيق هدف الاستقرار الإجتماعي أيضاً.
أما النشاطات الاجتماعية والثقافية الكثيفة التي تقوم بها النقابات المهنية فتنعكس آثارها الإيجابية بوضوح على المجتمع بشكل عام و الذي يتقاطر من كل أنحاء المملكة ومن كل فئات المجتمع للمشاركة فيها والنهل من معينها.
و الأهم من ذلك النشاطات العلمية والمهنية المتخصصة من مؤتمرات وندوات وورش عمل ومحاضرات ودورات تدريبية مكثفة وزيارات علمية تشكل أكثر من (90%) من النشاطات النقابية ، والتي تعزز دور النقابي الأردني وترتقي بمكانته اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً، فمثلا تعقد نقابة المهندسين الأردنيين حوالي خمسة مؤتمرات هندسية دولية سنوياً وأكثر من مائة نشاط علمي ما بين ندوة وورشة عمل ومحاضرة وزيارة.
و لا ننسى هنا أن ننوه بدور النقابات المهنية في المساهمة بالعديد من النشاطات الاجتماعية المحلية مثل بناء الغرف الصفية في المدارس الأقل حظاً وتوزيع المعونات العينية والمادية على ألوف الأسر والعائلات الفقيرة ودعم الجمعيات الخيرية المحلية، و إغاثة المواطنين الذين يتعرضون للكوارث الطبيعية، كما و تساهم النقابات المهنية في تشجير الطرق الصحراوية و إقامة الغابات لمنتسبيها و للمواطنين و زراعتها و حمايتها و سقايتها و كذلك إنشاء الحدائق العامة و المكتبات في قرى و بلدات المملكة حيث تبرعت نقابة المهندسين مثلا بإقامة 32 حديقة قبل عامين بمبلغ تجاوز 640 ألفا دينار و لا شك أن هذا تبرع سخي جدا و إن كنا نعتبره مبالغا فيه و كان يحتاج إلى تقنين و اقتصاد و اعتدال (و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) و كان ينبغي أيضا الحصول على موافقة مسبقة و صريحة من الهيئة العامة.
خلاصة القول أن النقابات المهنية و على رأسها نقابة المهندسين الأردنيين تفاعلت تفاعلا اجتماعيا كبيرا مع المجتمع المحلي و صارت مقصدا للمشاركات الاجتماعية من رحلات حج و عمرة و رحلات ترفيهية و مهرجانات و نشاطات جماهيرية و متنفس أسري لكثير من الأردنيين و أثرت في النسق الاجتماعي و الثقافي للمجتمع المدني بشكل إيجابي كبير و مؤثر.
و لعلنا في مقال قادم إن شاء الله نتعرض لدور النقابات المهنية في التنمية السياسية و هو دور ثار حوله و لا يزال الكثير من الجدل لا نريد أن نستبق طرحه و نتركه لذلك الوقت.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد