عندما لبس الثعلب لباس الواعظين
لم يكن تجاهل أوباما لمعاناة أبناء فلسطين، وخاصة في غزة، هو التناقض الوحيد بين أقواله وأفعاله، فالرجل الذي تحدث عن الديمقراطية فاته أن بلاده هي الداعم الرئيسي للكثير من أنظمة الرجل الواحد المستبد. كما فاته أن بلاده هي التي تآمرت على حركات التحرر الوطني خاصة في بلادنا . وان بلاده هي التي تحتل أفغانستان والعراق وتدعم الاحتلال الإسرائيلي لكل فلسطين ولأجزاء من الاراضي العربية وتصادر حقوق أبنائها في الحرية والاستقلال. وهي أبسط حقوق الانسان.
لم يكن تثبيت حق اسرائيل في احتلال أراضي فلسطين، هو السم الوحيد الذي عجن به أوباما طبقه، الذي قدمه لنا مؤكداً سياسة بلاده العدوانية تجاه أمتنا . فقد زاد على ذلك أنه صادر حق الفلسطينيين بأن تكون القدس عاصمة دولتهم الموعودة. بل لقد ذهب الى ما هو أكثر من ذلك، عندما طرح صيغة حول القدس لا تعدو كونها صيغة التدويل التي سبق وأن رفضتها أمتنا. فجاء أوباما ليحييها. تماماً مثلما حافظ على حياة المستوطنات الإسرائيلية عندما اكتفى بالدعوة لوقف بناء المستوطنات. دون أن يطالب بضرورة إزالة هذه المستوطنات، التي قطعت أوصال أراضي فلسطين. وجعلت من قيام دولة فلسطينية موحدة الجغرافيا أمراً يدخل في باب المستحيل في ظل بقاء المستوطنات الإسرائيلية.
غير تثبيته لحق اسرائيل في الحياة كثابت من ثوابت السياسة الامريكية، فان الرئيس الامريكي اوباما أكد على ثابت آخر من ثوابت السياسة الامريكية، وهو انكار حق أبناء فلسطين بمقاومة من يحتل أرضهم ويصادر حقوقهم، وفي طليعتها حقهم في تقرير المصير. ووصف مقاومتهم بأنها اعتداءات تقع على اسرائيل. وبأنها عنف يجب أن يتخلى الفلسطينيون عنه دون أن يطالب الإسرائيليين بوقف اجرامهم المستمر بحق المدنيين من أبناء فلسطين. الذين تحتل أرضهم. ولا تقوم بواجبات المحتل في حماية المواطنين وممتلكاتهم. وبدلاً من ذلك تحدث عن اطلاق الصواريخ على أطفال الاسرائليين في مضاجعهم، أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات. ناسياً أو متناسياً هدم اسرائيل للمدارس على رؤوس أطفال فلسطين وهدمها للبيوت، ودور العبادة ودور العجزة في فلسطين. واطلاقها للقنابل الفسفورية، ولكل الاسلحة المحرمة دولياً على أطفال وأبناء فلسطين. كما أن الرئيس الامريكي في خطابه بجامعة القاهرة لم يساو بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطينية فقط بل ذهب بعيداً في البكاء تضامناً مع الجلاد الإسرائيلي الذي يحاول حماية أطفاله من الصواريخ الفلسطينية . متجاهلاً الطلب من اسرائيل التخلي عن سلاحها كما طلب ذلك من الفلسطينيين. علماً بأن ما يمتلكة أبناء فلسطين من اسلحة لا يساوي قطرة في بحر السلاح الإسرائيلي المتدفق من الولايات المتحدة التي يرأسها أوباما.
ومثلما ثبت أوباما سياسة بلاده نحو اسرائيل فقد ثبتها نحو سائر المسلمين. عندما تحدث عن التطرف وضرورة محاربته. دون ان يحدد معنى التطرف واسبابه علماً بأن جل المشاكل التي يعاني منها العالم، وخاصة في منطقتنا تنبع من عدم تحديد معاني المصطلحات. وعلى رأسها العنف والارهاب. فمن هو الارهابي و المتطرف؟ وهل من يدافع عن بلاده وحقوقه ويأتي عمله كرد فعل على الاعتداء على هذه الحقوق هو الإرهابي المتطرف؟ أم هو الذي يرسل الجيوش والاساطيل لاحتلال الارض وقتل اهلها كما حدث في فلسطين والعراق وأفغانستان؟
كذلك ثبت اوباما بخطابه في جامعة القاهرةا مبدأ التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية للمسلمين. عندما تحدث عن التعليم وتمكين المرأة والتنمية، الى اخر ما هنالك من مسميات عرفناها وخبرناها. وعرفنا وخبرنا أنها من وسائل الولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص للتدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب. وفرض قيمها ومبادئها ومصالحها على هذه الدول والشعوب. وهو ما يسعى اليه اوباما سيراً على نهج سلفه الذي فرض على دولنا تغيير مناهجها التعليمية وتعديل تشريعاتها لكن الرجل اختار أسلوباً يختلف عن اسلوب سلفه. فبينما كان السلف واضحا وصريحا ومباشراً. وسيلته لقتلنا الصاروخ والمدفع. فان الخلف اختار أن يخنقنا بقفاز حريري ويدس لنا السم بالدسم، سعياً منه لتجميل الصورة القبيحة لبلاده. وظن أنه يحقق ذلك من خلال خطاب وصف حالة أغرقه بالعموميات ولم يدخل في أي تفصيل من تفاصيل حل أي قضية من القضايا التي تناولها. لانه يعلم علم اليقين ان الشيطان يكمن في التفاصيل. فليس المهم أن يتحدث عن الدولة الفلسطينية. فالأهم من ذلك شكل هذه الدولة ومساحتها وقدراتها. وليس المهم ان يتحدث عن الديمقراطية فالأهم هو شكل الديمقراطية ومحتواها، فقد تدخلت بلاده مرات عديدة لاجهاض تجارب ديمقراطية لم تأت على هواها، أخرها تجربة حماس وخيار الشعب الفلسطيني الذي اختار حماس من خلال انتخابات شهد العالم بنزاهتها.
لقد حاول أوباما من خلال خطابه بجامعة القاهرة، أن يجرعنا السم على أنه ترياق. فتحدث طويلاً عن الاسلام ومبادئ الاسلام. وهذا اعتراف من الرجل بالفضل يشكر عليه. لكنه اختار المكان الخطأ، والجمهور الخطأ ليتحدث عن الاسلام فنحن نعرف عظمة ديننا وسمو مبادئه وتعاليمه فديننا دين الحرية في كل مجالات الحياة فقرآننا هو الذي يعلمنا لا اكراه في الدين . وقادتنا هم الذين وضعوا القاعدة الذهبية للمساواة بين الناس متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا . وقد كان على السيد اوباما ان يتوجه بحديثه عن تعاليم الاسلام وقيمه ومبادئه. وعن دور المسلمين في بناء الحضارة الانسانية. وفي بناء بلاده الى مواطنيه الأمريكيين. وخاصة الإعلاميين والسياسيين. فهم الذين يشوهون صورة الاسلام والمسلمين. وينشرون الاسلاموفوبيا بين مواطنيهم، ويحرضون لشن الحروب على المسلمين، الذين يمدون أيديهم لهم، فيردون عليهم بالمدافع والصواريخ واحتلال اراضيهم، بسبب أو بدون سبب. فهل يعقل أن يكون الرد على تفجيرات نيويورك في 11 أيلول 2001 بكل هذه الدموية؟ وبكل هذا الدمار؟ وبكل هذا التشريد للشعوب؟ وباتهام اتباع دين بأكملهم بالإرهاب والعنف وشن حرب شاملة عليهم ؟
أننا لا ننكر بأن خطاب الرئيس الأمريكي باراك، أوباما، قد حمل ايجابيه يجب ان نبني عليها. وهذه الايجابية هي أن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأن العنف والقوة لا يجديان نفعاً مع امتنا. التي اثبتت مقاومتها قدرة فائقة على الصمود، وعلى منع العدو من تحقيق اهدافه. حدث ذلك في أفغانستان. وحدث ذلك في العراق. وحدث ذلك في غزة. وحدث ذلك مراراً في لبنان. حيث أجهض مشروع الشرق الاوسط الجديد وقد ادى فعل المقاومة الاسلامية الى تغير في الموقف الامريكي والمزاج الامريكي فلم يعد الأمريكيون قادرين على تحمل رؤية المزيد من النعوش تحمل اليهم أبناءهم، ولم يعودوا قادرين على سماع المزيد من هزائم بلادهم السياسية والعسكرية على أيدي مقاومة أمتنا. مما ادى الى سقوط المحافظين الجدد وعدم تمكنهم من تنفيذ مشروعهم. مما يستدعي من امتنا الالتفاف حول مقاومتها واحتضانها ودعمها. لانها الضمان الوحيد للحفاظ على حقوقها. واجبار اعدائها على التراجع عن أهدافهم، وأول ذلك تغيير وسائلهم في التعامل معنا.
اما الايجابية الثانية لخطاب اوباما فهي التأكيد بأن المسلمين يشكلون كتلة واحدة وهي حقيقة تعامل معنا الغرب على أساسها عندما شن حروبه علينا. لكن بعض المحسوبين على امتنا ينكرونها ونظن أنه قد أن الآوان ليجد المسلمون صيغة لتنسيق مواقفهم وجهودهم للتخاطب مع العالم الذي صار يخاطبهم ويتعامل معهم ككتلة واحدة نظنها ستكون حاسمة في تحديد خيارات العالم في حال قيامها
هزة أرضية في القاهرة .. تفاصيل
مهم للأردنيين الباحثين عن وظائف حكومية .. أسماء وتفاصيل
بورصة عمّان تغلق تداولاتها على ارتفاع
افتتاح المعرض الإنتاجي لطلبة BTEC في العقبة
بعد ضجة استقباله بالأردن .. راغب علامة يرد: المحبة مش هستيريا
اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يمس المقدرات المائية بالأردن
الاحتلال ينذر بالإخلاء الفوري بعد إطلاق صواريخ من شمال غزة
الرواشدة يقرر تأسيس مكتبة للطفل في قضاء الجفر
مجلس الأمن يستمع إلى إحاطة بشأن خطورة الأوضاع بغزة
المتواضع صديق الفقراء .. وفاة رئيس الأوروغواي السابق موخيكا
صفقة أسلحة الأضخم تاريخياً بين أمريكا والسعودية
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب