"الجوابُ ما تراه لا ما تسمعه"

mainThumb

02-01-2009 12:00 AM

"بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه.."

يا الله ، أهكذا كان أجدادنا بكل هذه الكرامة وكل هذه العزة والكبرياء!،،، اهكذا كانوا رجالاً أولاد حرائر، أهكذا كانت إرادتهم لا تلين!. ولأن الحلمُ يبقى مشروعاً حتى في أكثر الأزمنة إظلاماً فقد راود هذا الحلم مواطناً عربياً يعتزُ كثيراً بإرثٍ عظيم لأجداده العِظام.

يقول المواطنُ الحالم: رأيت فيما يرى النائم قادةً عرباً يجتمعون في غزة هاشم بشكلٍ طارئ ، خلال ساعاتٍ قليلةٍ وصل جميع القادة وهم يضربون كفاً بكف ولا يتكلمون مع بعضهم إلا سلاماً ورمزاً، ثم وبعيداً عن أعين "الكاميرات" تُفتتح الجلسة بآيات من الذكر الحكيم ختامُها"... و?Zس?Zي?Zعْل?Zمُ ال?Zّذِين?Z ظ?Zل?Zمُوا أ?Zي?Zّ مُنق?Zل?Zبٍ ي?Zنق?Zلِبُون?Z"، يجلس القادةُ دقائق?Z ثم يخرجون والتحدي يتقدُ في عيونهم، ثم تتوالى الأنباءُ عن حشودٍ وجنودٍ ذُخروا ليومٍ كريهةٍ وفداء، تتوالى الأنباءُ عن تضحياتٍ وانتصاراتٍ تُعيد الكرامة والحقوق لإصحابها الشرعيين، وهزائم تطالُ كل المعتدين..

ثم يصحو المواطن ويروي واقعاً يختلفُ كثيراً عن حلمه الأثير، فيرى كاميراتٍ خلفها قادةٌ "عرب" يتكلمون كثيراً ولا يقولون شيئاً. ويرى دماء?Z أطفالٍ تسيل، وعيون?Z نساءٍ تبكي بحرقة ورجالاً يسيرون في الشوارع بلا أملٍ وربما بلا هدفٍ يستحقُ العناء.

يقولُ المواطنُ العربيُّ الحالم أنه خرج من عظمة التاريخ ليدخل في ظلمة الحاضر ليجد عرباً يختلفون على كل شيء، فأن نجتمع أو لا نجتمع، مشكلةٌ يتعينُ حلّها قبل الدخول في أية تفاصيل، وأين نجتمع؟ وعلى أي مستوىٍ سيكون الإجتماع؟، وماذا سنبحثُ في الاجتماع؟، وما هي القرارات والإجراءات التي سيُسفرُ عنها اجتماعنا؟. ثم يختلفون على مبدأ الاجتماع فلا يجتمعون وتحت ضغط الشوارع المتفجرة غيظاً وحزناً يجتمعون على مستوىٍ أقل من القمة فيختلفون على كل شيء ويتفقون على الذهاب إلى الجلاّد ليحكم بينهم. تاركين?Z باب الاجتماعِ مفتوحاً بعد أن يجلدهم جلاّد "نيويورك" بإيعازٍ من جلاّدِ "تل أبيب".

يقول العربي الحالم: لسنا بخيرِ أبداً وفينا كل هذا العجز والتخاذل، ولن نكون بخيرٍ أبداً طالما نسينا مقالة جدنا هارون "بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأتُ كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه..".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد