لا نطلب (الفاليه)!!!

mainThumb

13-06-2009 12:00 AM

حسن بلال التل
بداعي ندوة او دعوة او مؤتمر او حفل زفاف او حتى جاهة، بل واحيانا بدون داع لا بد ان الاغلب الاعم منا قد زار فندقا من طراز 3 نجوم فما فوق، ولا بد ان الكل لاحظ وجود شباب (الفاليه) الموجودين امام معظم الفنادق لأخذ سيارات الزبائن وايقافها في الكراجات المخصصة لذلك، ورغم انه منذ تفجيرات عمان المشؤومة قد منعت كافة الفنادق من استخدام كراجاتها الواقعة تحت الارض الا اذا جُهزت مداخلها بجهاز كاشف للمتفجرات, الا ان معظم الفنادق أُلزمت بشراء او استئجار قطع اراضي قريبة تحويلها الى كراجات التزاما منها بالتعليمات الحكومية التي تقتضي لغايات التصنيف وجود مواقف للسيارات.
لكن النكتة في الموضوع ان مراجع الدائرة الحكومية ايا كانت واينما كانت هذه الدائرة، بل حتى وان كانت مستشفى والمراجع مريض على وشك الموت، يموت الف مرة في سبيل ايجاد مكان للاصطفاف، بل حتى ان بعض الدوائر ليس لها اي ارتداد عن الشارع وتقع في شوارع فرعية ضيقة مما يجعل مجرد النزول من سيارة التكسي على بابها شبه معجزة قد تحتاج في سبيل تحقيقها الى التضحية بالروح والدم، او المغامرة بالحصول على مخالفة بالتأكيد لن تقل عن 15 دينارا، الى الحد الذي اصبحت فيه بعض الدوائر الحكومية ارضا خصبة لحصد المخالفات من قبل رقباء السير الذين ما عادوا يغادرون ابوابها ولا محيطها لا لتنظيم السير بل لتحرير المزيد والمزيد من المخالفات التي لا تدع احدا يستريح.
بالطبع فالكل يقدر ان الكثير من الدوائر الحكومية قابعة في مواقعها منذ سنوات واحيانا عقود، وبالتالي فان ما يحدث حولها من ازمات سببها التطور العمراني وزيادة عدد السكان والتي كانت اجزاء كبيرة منها زيادات غير متوقعة وغير طبيعية، لكن المشكلة في الدوائر الحكومية الحديثة والتي أنشئت قبل سنوات او حتى تلك التي ما زالت قيد الانشاء والتي لا تراعي سلامة الموقع او تجهيز مبانيها بمواقف للسيارات تخفف على المواطن وترحمه من نار المخالفات، وحر الشمس، وبرد الشتاء، وهو يقطع مسافات قد تطول في سبيل ايجاد موقف ثم من اجل الوصول من هذا الموقف الى الدائرة المقصودة، وقد يكون من الامثلة الصارخة على ذلك مبنى قصر العدل في اربد الذي لم يمض على انشائه وافتتاحه اكثر من سنتين، ومع ذلك فقد انشئ في قلب منطقة سكنية مزدحمة وعلى شارع فرعي بالكاد يبلغ عرضه بضعة امتار ولا مكان فيه او حوله لوقوف المراجعين وكتبة الاستدعايات فما بالك بمكان لاصطفاف السيارات، هذا وهو مجمع للمحاكم لا بد لكل مواطن من مراجعته لهذه الغاية او تلك، ومثال آخر لمبنى حكومي قيد الانشاء سيسبب كارثة حسبما يتوقع الجميع بعد افتتاحه، هو مبنى المديرية العامة للاحوال المدنية والجوازات على طريق طبربور قرب مشاغل الامن العام حيث يتضح من حجم المبنى انه ستشغله عدة دوائر وربما مئات من الموظفين، وبالتالي آلاف مؤلفة من المراجعين، ومع ذلك لا وجود لما يشير ان له مواقف كافية حتى لموظفيه فقط فما بالك بمراجعيه وهو الدائرة الحيوية التي لا تنقطع علاقة المواطن بها حال حياته ولا حتى بعد مماته!!
حكومتنا الرشيدة لا نطلب معجزات ولا نريد القضاء على الروتين والبيروقراطية اللذين اصبحا جزءا من عيشنا وخبزنا اليومي الى الحد الذي نتفاجئ معه لو مرت معاملة بلا مطمطة ولا واسطة او حتى رشوة، كل ما نريده ان تجعلي من نفسك قدوة لنفسك وتجري على الدوائر الحكومية ما تجرينه على باقي خلق الله من المواطنين، بأن تلزم الدوائر الحكومية بأن يكون لها مواقف مناسبة او ان تنشئ على الاقل في مناطق يمكن معها (المناورة) وايجاد مكان للتوقف عندما يضطر الاردنيون لمراجعتها، ونرجو ان تتذكري ان الاردني قد يدخل الفندق مرة في العام او مرة في العمر ومع ذلك يجد عنده الموقف وموظف ( الفاليه)، اما الدائرة الحكومية فالكل يراجعها كل يوم ومع ذلك لا احد يطالب بالفاليه، فكل ما نريده هو مكان يصلح لوقوف السيارة او اصطفاف التكسي دون ان ندفع فوق تكاليف المعاملة و(حرقة الدم) المصاحبة لها 15 دينارا بدل مخالفة توقف، او 50 دينارا فاتورة للطبيب لعلاج ضربة الشمس او لفحة البرد التي لا بد اصابت الكل اثناء رحلة الاصطفاف!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد