إغراء وغواية

mainThumb

19-06-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان
عندما يطلق على فنانة "ما" لقب ممثلة اغراء لا يروق لي هذا المسمى وأشعر بأنه من الأجدر بنا أن نقول : ممثلة غواية لا إغراء ، فالفرق بين المصطلحين كبير وإن لم أكن على قدر من الإطلاع على قواعد اللغة العربية الفصحى ومفرداتها

لكن المسألة هنا تتعلق بنوعية المشاعر التي تتبادر الى الذهن عند سماع الكلمتين، فالغواية فعل متعمد يستعين بأساليب تستفز الغرائز والمشاعر الانسانية وتعمد إلى تشتيت هدوء النفس، ويحضرني في هذا السياق حوار "غواية" بين صديقين قال أحدهما للاخر: شفت شو لابسة؟ فرد صديقه الذي كان مشغولاً بمكالمة هاتفية وقال : ماانتبهت احكيلي، فاجابه الأول : راحت عليك البلوزة ولا العقد إلي برقبتها بيجنن وحاطة لينسيز زيتوني بيطيروا العقل وعاملة شعراتها هاي لايت وعطرها لحاله حكاية، وهنا فاجأه صديقه بسؤال مباغت وقال له: البنت كيف شكلها؟ فرد عليه قائلاً: والله ماانتبهت!!!..... فكان حواراً جسد الغواية بكل ديكوراتها وطرد الأنثى من اللوحة........

وبالحديث عن الاغراء تختلف الفكرة والأسلوب والنظرة وهنا يسعفني المثل الياباني القائل: حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها، فعندما تذوب روح رجل شرقي يحترم رجولته في عشق بنت العم يخال صاحبنا بأن إغراء الكون في طرف عينيها دون حاجتها إلى عدسة ملونة ويؤمن كإيمانه بالموت والميلاد أن في وجهها نور بحجم إشراقة قمر، وتعبق في حناياه رائحة الجوري البلدي كلما مرت ذكراها على البال فيستغنى بالذكرى عن كل عطر فرنسي فاخر ويرى قد الحور في قدها دون أن يراه ويثور لو بدى طرف ثوبها أو غازلها عابث على زوايا الطريق، فتتألق في المشهد "امرأة" ويستثنى كل ما سواها.......

لذلك وفي مشاويرنا الطويلة بين الغواية والاغراء لابد لنا من وقفة، فالأنوثة الملتزمة مؤسسة إغراء عذب غنية "بالموارد الطبيعية" التي تتهادى إلى النفس برقة دون قصد أو تعمد، أما الغواية فمصنع ابتذال رخيص مليء بالخدع البصرية والألوان التي تنطفيء عند أول ظهور علني "عالطبيعة"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد