ارض بلا شعب .. و جرائم بلا رد
تحت هذا العنوان تم تسويق وعد بلفور الذي صدر قبل 91 عاما، وتحت عباءته تم تمريره، وذلك بمنح اليهود وعدا من قبل وزير خارجية بريطانيا بلفور الى اللورد روتشيلد، يمنحهم حق اقامة وطن قومي لهم في فلسطين العربية.
ماهي مبررات اعطاء بريطانيا وعدا لاناس مبعثرين على دول العالم بمنحهم ارض لاتملكها؟
منح هذا الوعد خلال الحرب العالمية الاولى اي عام 1917م، وكانت فلسطين انذاك شأن بلاد العرب خاضعة للامبراطورية العثمانية التي كانت تتقهقر وحلفائها، وفعلا هزموا بانتهاء الحرب عام 1918م هم وحلفائهم الالمان وانتصر الحلفاء الغربيين ووقعت فلسطين تحت الوصاية البريطانية كما خططت لذلك القوى الاستعمارية الرأسمالية.باتفاق سايكس بيكو الشهير.
اولا ماذا يعني وطن قومي؟ ان للقومية شروطا او على الاقل مجموعة من الاسس متفق عليها في الفكر السياسي، واهمها وجود وطن له حدود معترف بها، وان يجمع شعبها تاريخ مشترك، ولغة واحدة او لغة سائدة على الاقل، ووحدة الثقافة النابعة من وحدة اللغة، ووحدة مصادر التاثير الروحي النابعة من الدين والتراث الثقافي الواحد في اللغة والواحدة، والتكوين النفسي، ويضيف البعض وحدة السوق الاقتصادية.
هل تشكل هذه العوامل صفات مشتركة يمكن ان تقام على اساسها دولة وعد بها من لا يملك لمن لا يستحق؟ فما اراه ويراه الكثيرون ان اليهود لم يملكوا ايا من هذه الاسس لتكون فلسطين لهم، اذ انه حتى عام 1948م، لم يكن يملك اليهود الا 6% من ارض فلسطين التاريخية، وكان يملك الفلسطينيين 94% من ارض فلسطين.
اذا لماذا اراد الغرب بقيادة بريطانيا انذاك اقامة دولة يهودية على ارض فلسطين؟ تقول الاحصائيات ان عدد الفلسطينيين مع بداية القرن العشرين كانوا اكثر من 700000 نسمة، واليهود اقل من 35 الف، فكيف ستتم المعادلة؟
في البدء تم التشجيع على هجرة اليهود من اوروبا الى فلسطين لخلق واقع ديموغرافي يمكن بريطانيا والرأسمالية الامبريالية تنفيذ مخططاتها وتحقيق اهدافها في المنطقة.
ويمكن اجمال الاهداف العامة بريطانيا بالنقاط التالية:
اولا: يعتبر اليهود غير مرغوب بهم في اوروبا، وكانوا يجبرون على السكن في غيتوهات ( احياء مقفلة)، خاصة بهم فقط ويحبرون على لبس يميزهم عن غيرهم، ويعاملون باحتقار شديد في كافة انحاء اوروبا، ففي بريطانيا اذا اردت اهانة انجليزي فما عليك الا ان تنعته باليهودي، فمن بريطانيا وحتى روسيا القيصرية كان اليهودي يعامل بازدراء ويوصف باقذع الاوصاف ويضرب ويهان بدون سبب، ولسنا هنا بمعرض البحث وراء اسباب العداء التاريخي عند الاوروبيين لليهود، ولكن الاتجاه العام انه كانت هناك رغبة عارمة للتخلص من اليهود واخراجهم من اوروبا.
ثانيا: هناك رغبة تاريخية عند الغرب بعدم قيام دولة عربية او اسلامية قوية. وعند النظر الى خارطة الوطن العربي يلاحظ ان الممر البري الوحيد الذي يربط المشرق العربي مع المغرب العربي هو فقط عبر فلسطين، ولذلك فلا بد من ايجاد حاجزا يفصل فيما بين العرب شرقهم عن غربهم، ليحول دون استكمال الظروف الموضوعية لقيام دولة عربية قومية واحدة. وتجلى ذلك في مؤتمر لندن عام 1907م، وما جاءت به لجنة ( بانرمان)، التي اوصت بهذا المشروع، ويعاد السبب في التخطيط لهذا العمل. الى ايام الحروب الصليبية والحقد التاريخي على العرب باعتبارهم مادة الاسلام وقوامه الرئيس.
ثالثا: عند نشوب الحرب العالمية الاولى، بدأت اتصالات بين الحسين بن علي شريف مكة والحلفاء من اجل وقوف العرب الى جانب الحلفاء ضد العثمانيين، مقابل مساعدة العرب على التحرر واقامة مملكة عربية موحدة ومستقلة، وجرى ذلك عام 1916م، وبعد ذلك بعام صدر وعد بلفور مكافأة لليهود على خدماتهم للحلفاء ظاهريا، فقد كان هذا الوعد يخدم بريطانيا من حيث:
1- التخلص من اليهود، واخراجهم من اوروبا.
2- تنفيذا لتوصيات لجنة بانرمان في مؤتمر لندن 1907، اي لتأمين عدم قيام دولة عربية موحدة، تستطيع بناء دولة قوية استنادا الى المساحة والسكان والموارد، ويمكنها اخراج بريطانيا وفرنسا من المنطقة وتصبح منافسة لهم، وتهددهم مباشرة استنادا الى التاريخ، حيث وصلت الدولة العربية الاسلامية الى قلب اوروبا، ولا تزال اثارها موجودة حتى الان.
3- ضمان مصالح بريطانيا الى اجل طويل في المنطقة اعتقادا منها باستمرار نفوذها، ولذلك فانها ستقيم دولة تابعة لها في المنطقة.
4- تحديد حركة وحرية منافستها الرئيسية انذاك اي فرنسا، وتأمين طرق مواصلاتها الى مستعمراتها وحماية طرقها التجارية .
5- استغلال فلسطين، بشواطئها، واراضيها الزراعية الخصبة، وموقعها المناسب للدعم اللوجستي لقواتها في المنطقة وعبر البحار.
وقبل احتلال القسم الاكبر من فلسطين عام 1948م، حاولت بريطانيا تبرئة ذمتها من قضية فلسطين واصدرت لاجل ذلك ما يسمى بالكتاب الابيض عام 1947م، وبالمقابل اتهم اليهود بريطانيا انها تحاول النكث بوعدها، وتؤخر قيام دولة اسرائيل، والحقيقة ان بريطانيا عندما قررت الانسحاب من فلسطين اعطت المنظمات اليهودية الكثير من اسلحتها المتطورة انذاك، وخيرت جنودها حول السماح لمن يرغب بالقتال الى جانب العصابات الصهيونية، واختار كثير منهم القتال مع العصابات الصهيونية، ضد العرب الفلسطينيين منزوعي السلاح، وبعد انشاء كيان صهيوني على ارض فلسطين، انقلب قادته على بريطانيا وتحولوا الى الولايات المتحدة الامريكية القوة السوبر الجديدة، والتي اعتبرتها قاعدة متقدمة لها في المنطقة بهدف مساعدتها على صراع النفوذ في المنطقة لاجل المصالح مع كل من بريطانيا وفرنسا. ومن بعد ذلك قاعدة متقدمة ضد النفوذ السوفييتي، ومع وجود لوبي يهودي قوي في امريكا تبنت امريكا اسرائيل بكل شيء واصبحت هي الظهر الذي تستند اليه اسرائيل في كل افعالها باستثناء التسليح فقد كانت بداية تسليح اسرائيل عن طريق التشيك ثم فرنسا حتى عام 1967، عندما تحول التسليح الرئيسي لاسرائيل امريكيا، وتزودهتا بكل الاسلحة المتطورة التي لاتسمح بتصديرها لاي كان باستثناء اسرائيل.
ومنذ عام 1948، وفلسطين والعرب وخصوصا الدول المجاورة وهي تعاني من هذه المأساة، لوجود هذا الكيان العنصري بامتياز على الارض العربية، معتمدا على انه قاعدة متقدمة للنظام الرأسمالي في المنطقة ويخدم مصالح الغرب مقابل دعمه المطلق، وهذه العلاقة التبادلية والارتباط الهيكلي والبنيوي بين اسرائيل والرأسمالية الغربية لازال يشكل جوهر المعادلة في وجود اسرائيل فقد عمل الغرب الرأسمالي كل ما يمكنه فعله لصيانة وبقاء هذا الكيان وضمان استمراريته. وبناء على ذلك ترتب على العرب تحمل مصائب 60 عاما اي منذ نشوء هذا الكيان بكل ما فيها من ماسي وظلم وسفك دماء وتشريد وغير ذلك. وشملت هذه الفترة ترويض الانظمة العربية الى ابعد الحدود، حتى اوصلوهم الى مرحلة فك الارتباط فيما بينهم، ووصلوا لمرحلة تكريس مبدأ القطرية واستقلاليته وان كل قطر يشكل امة بذاتها ولا صلة له مع الدول الاخرى ( العربية سابقا)، الا بما تقتضيه المصالح الاقتصادية ان وجدت. وقد عملت امريكا ومعها اسرائيل من وراء الكواليس على ايصال العرب لهذا الحال، وتحولوا الى وسطاء بين بعضهم واسرائيل بكل ما يحمله ذلك من معاني على ارض الواقع ومعاني رمزية.
وبناء على ما سبق فان ما يدور في غزة من قتل ودمار ما هو الا ارهاصات ومخاض لمقتضيات المرحلة اي ان الفسطينيين يجب ان يفهموا انهم امة مستقلة بذاتها وان الدول المحيطة بهم قد تتضامن معهم فقط بدافع الجوار وضغط الشعوب، وحث تركيا لهم وامين عام الامم المتحدة الكوري، وليس من منطلق قومي عروبي او ارتباط اسلامي فهذا اصبح من ذكريات الماضي، وهذه افكار شمعون بيرس لم تحتج لاكثر من 30 عاما من بداية طرحها حتى رؤيتها النور والمسير على درب تنفيذها، فقد اصبحت اسرائيل خارج دائرة العداء للامة والصراع العربي الاسرائيلي والذي ولى الى غير رجعة واختصر حتى بات صراعا بين القوى الخير ( اسرائيل) وقوى الظلام ( حماس)، وحماس فقط هي الاشكالية وليس الاحتلال الاحلالي الاجرامي العنصري، فهم يستهدفون اعضاء حماس فقط وليس الفلسطينيين ويستنجدون بالعرب لقتال حماس التي جاءت من اوروبا الشرقية والغربية وافريقيا واسيا واقاصي الكرة الارضية وهم ليسوا عربا ولا اصحاب حق ويحتلون ارض غيرهم ويقتلون اطفالهم ويرملون نسائهم وييتمون اطفالهم ويهدمون بيوتهم فوق رؤوسهم.
وما اراه ان قضايا العرب جميعها ومصائبها سببها النظام الرأسمالي العفن والنفط، وكرس الزعماء العرب هذا الواقع بدافع المصالح الشخصية وفقط المصالح الشخصية، وبناء عليه فانني ارى ان كل قضاياه وماسيه مترابطة ومتداخلة لحد عدم القدرة على الفصل بينها، من احتلال الصومال والعراق وفلسطين الى مشكلة السودان ولبنان، ولن تحل بجملتها الا بالوحدة وعلى الاقل بحدودها الدنيا وهذا مستحيل في ظل الانظمة الحالية الذين يدفنون رؤوسهم بالرمال ويلهثون وراء سراب امريكا المتهاوية، وتنفيذ رغبات وشطحات النبي كليم الله جورج بوش الصغير .
ومهما بررنا لانفسنا فان ما يجري من جرائم على ارض العرب وخصوصا الان في غزة جريمة لن يغفرها لنا التاريخ مهما تجملنا وخلقنا لانفسنا من مبررات وسوف ننال ثمن تخاذلنا وانعدام مروئتنا وصمتنا على جرائم الاستعمار في بلادنا.
سفينة الحرية تتحدى حصار غزة وسط تهديدات إسرائيلية
صحة عجلون: مناوبات مستمرة خلال عطلة العيد
الخيرية الهاشمية تواصل توزيع الوجبات الساخنة في غزة ثالث أيام العيد
بريطانيا تخصص 86 مليار جنيه إسترليني لتعزيز البحث العلمي والابتكار
شاهد بالفيديو .. كيف استقبل النشامى أسود الرافدين
بدر حزيران ظاهرة فلكية نادرة فوق سماء الأردن والعالم
خدمات إربد: 24 ساعة عمل و1200 طن نفايات يوميًا
بلد النشامى يرحب بأسود الرافدين .. تفاصيل
زلزال عنيف بقوة 6.3 درجات يهز العاصمة الكولومبية
الحجاج المتعجلون يؤدون طواف الوداع بيسر وطمأنينة
عمر العبداللات .. صوت الأردن الذي يسكننا ويُشبهنا
العقبة الخاصة تنفذ حملات توعية وتنظيف للشواطىء .. صور
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
وصول وفد منتخب العراق إلى عمّان استعدادًا لمواجهة الأردن
وثيقة نادرة تروي فرحة الأردنيين بذكرى جلوس الملك على العرش عام 1999
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
مجموعة من النساء يهاجمن مشهورة التواصل أم نمر .. فما القصة
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
خطة لإلغاء نظام الفترتين الصباحية والمسائية في المدارس
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل