أوسعتهم سباً

mainThumb

03-01-2009 12:00 AM

ورد في أمثال العرب أن أحد الرجال كان يسكن في واد منفردا، وحدث أن جاءه غزو، ساقوا إبله ومضوا، فلحق بهم وطلب منهم أن يعيدوا إبله، لكنهم رفضوا وتابعوا طريقهم، فصعد قمة وصار يسبهم ويشتمهم حتى ذهبوا!

ولما عاد سأله أهله ماذا فعلت فقال: " أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل".

قد نكون قريبين من هذا في العالم العربي، حيث امتهنا السب والشتم، لإسرائيل، وأمريكا وأعوانهما، حتى أوسعناهم سباً ولكنهم لا يلتفتون ولا يلوون على شيء، سادرون في غيهم لا يعترفون لنا بحق ولا يرعون لنا حرمة، لأنهم يعرفون أن الكلام لا يجدي والسب لايرد حقا.

والسب قد يخفف على صاحبه لكنه لن يضرهم شيئا، ولهذا لديّ فكرة أطرحها على العرب كافة!..ماذا لو فتحنا مواقع للسب على "النت" تتخصص بالشتم والسب، لأن الموجودة لا تفي بالغرض، كونها غير متطورة تقنيا! فهي لا تسمح للمواطن ممارسة السب بفمه ويخرج ما برئتيه من ثاني أكسيد الكربون! لأن ذلك أبلغ ويريح الساب ويمتص غضبه، فيخفف المواطن العربي من ضغطه ويعالج بعض أمراضه المزمنة، ويستطيع أن يرتاح بعد أن يذهب الذاهبون بمقدراته، وأوطانه، بعد أن يبطش به الباطشون في كل حين، بعد أن ينهب الناهبون لقمة عيشه، وضحكة ابنه، وألفة عائلته، فلا بد له أن يسب في هذه الحالة، فماذا يفعل إذن إذا لم يسب.

أنا أطالب كل البلدان العربية أن تستدرك مواطنيها، وتزيد من المواقع التي يستطيع من خلالها المواطن أن يسب براحة دون وجل وعليها أن تنفق على ذلك أكثر من الإنفاق العسكري، وعلى وزارات التربية والتعليم، أن تنشئ مناهج للسب، وتجمع الشتائم التي يتلفظ بها المواطنون وتنتقي منها القوية وتهذبها وتصنفها إلى مستويات لكل مبتلى عربي، شتائم لمن سلبت بلاده وشرّد، وأخرى لمن أحتلت بلاده وهدم بيته، وثالثة لمن سلبت لقمته وانتزعت خيراته، ثم تقوم بعقد دورات لتأهيل مدربين للسب، حتى يشرفوا على تدريس هذه المناهج- طبعا مش خبراء أجانب، خبراء عرب من الذين نكبوا يعلمون إخوانهم- ، ويخرجوا تلاميذ مبدعين في السب والشتم، لأنه ينتظرهم مستقبل "الله أعلم به"، وكونهم لا يستطيعون رد أي شيء يسلب منهم، لابد لهم من السب، فكيف لهم أن يعيشوا متوازنين نفسيا وانفعاليا وهم يرون الاعتداءات، والسلب والنهب على بلدانهم ولا يسبون المغتصب والمعتدي والسارق والناهب لمقدراتهم.

ما دام المواطن العربي أعزل من السلاح، لابد له من الحصول على سلاح يدافع به عن أرضه وعرضه، ولا يوجد إلا السب! فلتهتم به الحكومات وتطوره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد