صحيفة السوسنة الأردنية

 محمد قسيم غادي/استراليا

يعتبر الاردن من الدول التي تحظى باحترام وتقدير عالمي لدوره في نشر مبادئ السلام والعدالة على المستوى العالمي, فالاردن وبفضل قيادته الهاشمية الحكيمة يتفاعل بشكل ايجابي وكبير مع مهام حفظ السلام الدولية انطلاقا من سياسته الخارجية القائمة على الوسطية والاعتدال وعدم التدخل في شؤون الاخرين واحترامه للاتفاقيات والمعاهدات الدولية وحقوق الانسان والتي يعتبرها الاردن اساسا راسخا في العلاقات الدولية.

واستنادا الى هذه المرتكزات وبناء على رغبة المغفور له باذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه والتي يواصل من بعده القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه بدأ في الثاني عشر من كانون الاول لعام 1989 المشاركة الاردنية في في قوات حفظ السلام الدولية, انطلاقا من رسالة الاردن بقيادته الهاشمية على مر التاريخ وايمانا بالدور الانساني النبيل للجيش العربي الذي اصبح انموذجا في العطاء تجاوز حدود الوطن الغالي, اضافة الى دوره الانساني والنبيل ورؤيته في عالم يسوده الامن ويعمه السلام من خلال ميثاق الامم المتحده الداعي لدعم الامن والسلم الدوليين.

فمشاركة الاردن الواسعة تهدف الى اظهار دور الاردن العالمي كدولة محبة للسلام فقد كان الانسان الاردني هو اكبر استثمار للدولة وهو اغلى ما يملكه الوطن, وظل ابناءه خير سفراء للوطن اينما حلو لما يملكونه من كفاءات يشهد لها القاصي والداني.

وايمانا من القيادة الهاشمية لاهمية دور الاردن في قوات حفظ السلام الدولية وحتى يكون المشاركون على مستوى عالي من المسؤولية والتاهيل فقد تم تاسيس معهد حفظ السلام في القوات المسلحة الاردنية بهدف اعداد وتاهيل المشاركين في قوات حفظ السلام الدولية وتهيئتهم قبل تحركهم للمهمة بتدريبهم في كافة المهارات المتعلقة بحفظ السلام كاعمال الدوريات والتقارير والاتصالات والتفاوض والاستجواب والقاء المحاضرات وحقوق الانسان.

فقد بلغ حتى الان حجم المشاركة الاردنية في عمليات حفظ السلام الدولية في مختلف مجالات الامم المتحده من قوات حفظ سلام وطواقم مستشفيات ومراقبين دوليين ما يقارب 61611 ضابطا وفردا, بدات عام 1989 في انغولا من خلال مراقبين عسكريين كمهمة انسانية وامنية, ويمكن تلخيص مشاركة القوات المسلحة الاردنية في عمليات حفظ السلام بما يلي:

1) يوغسلافيا سابقا: بدا الاردن المشاركة بلرسال كتيبة عام 1992 تلاها ثلاثة كتائب سنة 1993,1994,1996 و5 مراقبين عسكريين وقيادة القوة 10 وانتهت المشاركة سنة 1997 حيث بلغ عدد المشاركين فيها 15346.

2) سيراليون: بدات المشاركة بارسال كتيبتي مشاة الية وسرية طبية وقيادة قاطع سنة 2000 وانتهت سنة 2001 وبلغ عدد المشاركين 1948 ضابط وفرد.

3) تيمور الشرقية: بدات المشاركة الاردنية فيها سنة 2000 بكتيبة مشاة عددها 767 ضابط وفرد اضافة الى 11 ضابط وفرد في قيادة القوة وانتهت المشاركة سنة 2002 حيث بلغ عدد المشاركين 2994

4) اثيوبيا واريتيريا: بدات المشاركة الاردنية فيها عام 2000 من خلال كتيبة مشاة مكونة من 891 ضابط وفرد وسرية طبية مكونة من 54 ضابط وفرد وبلغ عدد المشاركين فيها 3806 وما زالت مستمرة حتى الان.

5) كوسوفو: شارك الاردن بهذه المهمة من خلال قوة مشتركة مع دولة الامارات العربية المتحدة حيث بدات سنة 1999 وتالفت من فصيلي عمليات خاصة من 48 مشارك في القاطع الامريكي وانتهت اعمالها سنة 2001 وبلغ عدد المشاركين 208.

6)طاجكستان: شارك الاردن فيها من خلال فريق طبي مكون من 3 اطباء وممرض سنة 1998 ولغاية 2000 وبلغ عدد المشاركين 4 اطباء و3 ممرضين اضافة الى 28 مراقب عسكري.

7) انغولا: بدات المشاركة الاردنية فيها سنة 1996 من خلال 3 ضباط مساكن و14 مراقب عسكري وانتهت المشاركة سنة 1997.

8) الكونغو: بدات المشاركة الاردنية سنة 2000 على مستوى مراقبين عسكريين مكون من 22 ,كما شاركت القوات المسلحة بضباط ركن في قيادة القوة وعددهم 6 وما زالت مستمرة حتى الان.

9) افغانستان: يشارك الاردن فيها من خلال 1 عمليات خاصة, وسرية مظليين عدد 153 ضابط وفرد, و2 خدمات طبية, ومستشفى ميداني من 50 سرير بواقع 179 ضابط وفرد, و3 هندسة, وكاسحة الغام من 14 ضابط وفرد, و4 ضباط ارتباط.

هذا بالاضافة الى عدد من الاجهزة العالية الجاهزية التابعة للقوات ومنها: قوة الانتشار السريع التابعة للامم المتحدة, واللواء عالي الجاهزية, ومراقبين عسكريين, والمستشارين العسكريين والضباط المعارين.

وفي الختام نسال الله الرحمة لشهداء الواجب الذين قضوا لاعلاء راية بلدهم, ونرجوا من الله تعالى ان يحفظ قواتنا الاردنية في جميع مناطق العالم التي تعمل على حفظ السلام في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.