صحيفة السوسنة الأردنية

- التركيب الجيولوجي للصحاري العربية Geological Structure:
تنتمي الصحاري العربية في بنائها الجيولوجي الى تكوينات تشكلت في أزمنة جيولوجية متفاوتة، ومن هنا جاءت أهميتها كعنصر جذب سياحي، ومن دراسة الخريطة الجيولوجية للصحاري العربية يمكن ايجاز هذه التكوينات على النحو التالي
1.صخور نارية ومتحولة : تمثل صخور القاعدة وتتكون من صخور الجرانيت والنيس والشيست والكوارتز، وتظهر صخورها عارية على السطح في غرب شبه الجزيرة العربية (الدرع العربي) وفي الصحراء الشرقية من مصر وامتدادها في السودان وفي جنوب سينا وفي كتلة العوينات على الحدود السودانية المصرية الليبية، وفي بعض اجزاء تبستي والاحجار، ويرتبط بمثل هذه التكوينات المعادن الفلزية كالذهب والفضة والنيكل والرصاص والقصدير وغيرها.
2.تكوينات الزمن الاول (الباليوزويك): وتنتشر في مناطق محدودة من الصحاري العربية وتظهر في جنوب ليبيا والجزائر، وأهم التكوينات المؤشرة عليها هو تواجد الفحم وهذا يفسر فقر الوطن العربي في ثروته الفحمية عموماً.
3.تكوينات الزمن الثاني (الميزوزويك): وتنتشر انتشاراً واسعاً في الصحاري العربية وخاصة تكوينات الجوراسي والكريتاسي والطباشيري التي تُشكل قوساً ضخماً واضحاً في شبه جزيرة العرب ويمتد شمالاً الى بادية الشام، وتظهر في مساحات واسعة من الصحراء الكبرى في مصر والسودان وليبيا والجزائر والمغرب، وتتكون عموماً من الصخور الرملية او الخرسان النوبي Nubian Sandstone والصخور الجيرية التي تكثر بها الحفريات البحرية، وتكمن أهمية هذه التكوينات في انها تحتوي على مصائد بترولية وعلى الفوسفات وتعمل صخور الحجر الرملي كخزان ضخم للمياه الجوفية، وغالباً ماتظهر هذه المياه في المنخفضات الصحراوية لتشكل عيوناً للمياه، ولعل مياه جميع الواحات التي تظهر في الصحراء الكبرى هي من هذا النوع.
4.تكوينات الطفوح البركانية (ما بعد الكريتاسي) وتظهر تكويناتها في المنطقة الممتدة من جبل العرب (الدروز) باتجاه الجنوب الشرقي الى الاردن ووادي السرحان وبعض اجزاء من منطقة الجوف في السعودية، كما تظهر في العديد من الحرات السعودية (حرات خيبر وهتيم)، كما تظهر تكويناتها في وسط ليبيا (الهروج الاسود) شرق الطريق التي تصل بين الجفرة وسبها، ومن شأن هذه الطفوح ان تضيف تنوعاً آخر الى تكوينات الصحراء الرملية لانها تتكون من صخور بركانية سوداء تتخذ اشكالاً ومعالم تضاريسية تستهوي السياح وتشكل عامل جذب سياحي صحراوي.

5.تكوينات الزمن الثالث :
أ‌.تكوينات الايوسين والاوليجوسين : وتنتشر تكويناتها بشكل واسع في شرق شبه الجزيرة العربية وجنوبها في صحاري الدهناء واجزاء من الربع الخالي، وتنتشر شمالاً في بلاد الشام كما يتّسع وجودها في غرب النيل في مناطق واحات الداخلة والخارجة وفي وسط ليبيا (على اطراف تكوينات الطفوح البركانية)، كما توجد في جهات متفرقة من دول المغرب العربي، وتتألف هذه التكوينات من الحجر الجيري والصلصال ويصل سمكها الى 700متر.
ب‌.تكوينات الميوسين والبليوسين : وتوجد بمحاذاة تكوينات الايوسين والاوليجوسين فتظهر في صحراء غرب العراق وشرق سوريا وتمتد غرب النيل من منخفض القطارة وواحة سيوه مروراً بواحة الجغبوب لتمتد غرباً حتى مدينة سرت (تقريباً)، كما تنتشر هذه التكوينات بشكل واسع جنوب جبال اطلس الصحراء في الجزائر في مناطق الاغواط وغربها كما توجد في اواسط الجنوب الشرقي للجزائر في مناطق غرداية والغويلة وحاسي مسعود وورقلة كما توجد على المنطقة الحدودية المغربية الجزائرية (غرب مدينة بشار الجزائرية).
6. تكوينات الزمن الرابع (البليوسين والحديث): وتتمثل هذه التكوينات في الرواسب النهرية التي تخترق الصحاري العربية (كالنيل والفرات)، كما تتمثل في الكثبان الرملية والصحراء العربية الآسيوية (صحراء الربع الخالي) والافريقية (الصحراء الكبرى) في غرب مصر وشرق ليبيا وغربها ووسط الجزائر في العرقين الشرقي الكبير والغربي الكبير.

عزيزي القارئ : الا تلاحظ معي ان جميع معادن الوطن العربي الاستراتيجية وفي مقدمتها النفط توجد في الصحاري العربية !!! الا يمكن لهذه المعادن ان تشكل عامل استقرار سكاني في أماكن تواجدها خاصة اذا علمنا ان المياه الجوفية توجد بكميات كبيرة قريبة من تواجد حقول البترول، انظر مثلاً الى المدن البترولية في كل من السعودية وليبيا، اذن لماذا لا نتوجه الى الصحراء ونكسر طوق التصحر من خلال انشطة عديدة : الصناعة والسياحة والزراعة مثلاً.