مفهوم الامية

mainThumb

20-11-2008 12:00 AM

قدر المهندس رأفت رضوان - الرئيس التنفيذي لـ (الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار) أعداد الأمية في العالم العربي ، بأنها تصل إلى 70 مليون فرد .. بنسبه قرابه 35 % للفئة العمرية 15 سنة فأكثر ، مشيرا إلى أن المؤشرات العالمية تؤكد وصول هذه الأرقام إلى 750 مليون أمي.

وأضاف رضوان : " إن هناك تفاوتا كبيرا في خريطة الأمية في المنطقة العربية. بينما هناك دول انخفضت فيها النسبة إلى ما يطلق عليه (الصفر الافتراضي) كالأردن وفلسطين والكويت ، ودول أخرى ما زالت فيها النسب مرتفعة مثل اليمن والعراق والسودان والمغرب ومصر " السؤال المهم هنا: كيف نعرّف مفهوم الأمية في عصرنا الحاضر؟ هل هي عدم القدرة على القراءة والكتابة؟ برأي لا!!! .

الأمية في العالم العربي من وجهة نظري البسيطة هي: عدم القدرة على صناعة و اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المناسبة فيما يخص الحياة اليومية.

او بعبارة أخرى عدم القدرة على التعامل مع المواقف والمشاكل الحياتية بحكمة ومنطق. فهنالك الكثير من المتعلمين في مجتمعنا .والغريب في الأمر اذا اردت التحاور او التخاطب معهم تجدهم لا يفقهون شيئا في كثير من الجوانب المتعلقة بحياة الفرد.

ناهيك عن فقدانهم للسلوك الايجابي في تقبل الآخر واحترام رأيه ,. فتجدهم ينهالون على الطرف الآخر بالشتائم وعبارات السخرية دون أي تفسير . أليس هؤلاء أميون؟؟؟ الذي يتعلم ولا يطبق ما يتعلم او لا يحاول ان يوظف الاشياء التي يتعلمها في تهذيب سلوكه وتغير منطقه في التفكير والنقد البناء القائم على الحجة والمنطق والدليل هو انسان أمي .

لا بل خطره على المجتمع والناس اعظم من خطر الأمي. لأنه يتصرف على اساس انه متعلم, وهذه هي الطامة الكبرى. للأسف مجتمعنا مليئ بمثل هذه العينات السلبية , والتي نتمنى ان تتلاشى وتندثر من مجتمعنا.

واليك مثلا يتكرر بين الفينة والاخرى, الشجارات التي تحدث في جامعاتنا بين من نقول انهم ليسوا اميين. هذا بالاضافة الى الشجارات العشائرية, فعند انتهاء المعارك الدامية من ياترى المشتركين في المعركة؟؟ صدقوني ان اغلبهم من المتعلمين. فعندما تسأل احدهم انت تعلم سبب اشتراكك في هذا الشجار؟ الجواب طبعا بسيط: لأ ولكن اشتركت من دافع الحمية ومن مبدأ "انصر أخاك ظالما او مظلوما"!!!!! أعرفتم الأن من هم الأميون في مجتمنا!!!.

لا نريد فقط متعلمين ولكن نريد عقلاء يزنون تصرفاتهم وكلامهم ويطبقون ما يتعلمون. لكي نرقى بديننا ووطنا الى مصاف الحضارة والأمم المتقدمة. Harahsheh77@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد