"أم الحسين" .. أمانة الرسالة .. والطريق الى "عقول" العالم

mainThumb

24-11-2008 12:00 AM

منذ أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر العام 2001 في نيويورك، دخل الإسلام في مواجهة كونية مع كل العقائد والأيديولوجيات ذلك أن "مسلمين" تبنوا تلك الحادثة التي غيرت وجه التاريخ، واصبحت هناك بوادر صراع حضارات حقيقي أحد أطرافها الإسلام والمسليمن، فيما الطرف الآخر هو كل العالم، وباتت شواهد النزعة العدائية للإسلام تظهر في كل بقعة على الأرض، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد فحسب، بل أن تفجيرات أخرى حدثت في أكثر من بقعة في العالم مثل تفجيرات مترو الأنفاق في مدريد، وفي ذات الوقت شهدت لندن تفجيرات مشابهة، ومع أن لكل من هؤلاء أعداء "مفترضون" كان يمكن أن توجه لهم أصابع الإتهام، لكن الإسلام، وبطريقة آلية، كان من يتصدر قائمة المتهمين، والنتيجة الطبيعية لكل ذلك كانت أن يصبح الإسلام واتباعه على مد الكون، مطاردين أينما حلو وأينما ذهبوا.

كل ذلك، وغيره الكثير، أصبح يحتم على قادة الأمة أن يتصدروا رأس الحربة في الدفاع عن الإسلام والتخفيف من وطأة ما يتعرض له المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهنا توجهت أعين "الأمل" الى عواصم عربية بعينها وقادة بعينهم معروفون بإمتدادهم التاريخي لأصل الإسلام منذ أنطلقت منارته الأولى من مكة المكرمة حين أنزل رب العالمين "أمانته" على الهاشمي الأمي رسول الأمة "محمد" صلى الله عليه وسلم، وإلى العاصمة الأردنية عمان توجهت أفئدة أمة الإسلام، فهناك سليل الهاشميين وعميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يحمل أمانة جده الأعظم، فابو الحسين لم يأل جهدا في شرح قيم الإسلام الحقيقية الى العالم وحملها الى مشارف الأرض، وكانت "رسالة عمان" خير دليل على هذا المجهود حيث الصورة الحقيقية لهذا الدين السماوي الذي يفتتح أساسا بـ "السلام"، وفي حمل هذا الهم، كانت جلالة الملكة رانيا العبدالله "أم الحسين" الداعم لهذا الجهد الملكي، وكانت تبحث عن كل وسيلة يمكن أن تخاطب فيها العالم لكي تجلي تلك النظرة المشوهة التي خلفها البعض في نفوس البشرية عن الإسلام، ولأن العالم بات قرية صغيرة بحكم التطور التكنولوجي لا سيما في وسائل الإتصال العالمي، فقد علمت جلالتها بأن خير وسيلة للوصول الى كل عقل في هذا الكون يكمن في إستخدام هذه الوسائل، ومن هنا إختارت جلالتها موقع اليوتيوب العالمي على الشبكة العنكبوتية حتى توصل أمانة "الرؤية" الى كل متصفح لهذا الموقع الذي وصلت أعداد زواره الملايين، وهناك تركت الرسالة بكل ضمير، وخاطبت الناس حتى تقرب وجهات النظر وتفتح باب الحوار مع كل مستويات العقول وهي تحمل في صميم رسالتها الإحترام لكل أولئك، ووصلت الرسالة حتى تساهم في لبنة الجهد الملكي الهاشمي الموصول لإزالة الغمة عن الإسلام، ولتوضيح رؤية الإسلام الحقيقية في التسامح والسلام، وبأن الإسلام دين حضاري يصلح حال البشرية في كل زمان ومكان، ولعل أهم ما عكسته ملايين القراءات والردود لرسالة "أم الحسين"، هو ذلك التفاعل الكبير مع رسالة الملكة رانيا العبدلله، وأضف الى ذلك أن منح جلالتها لجائزة الإبداع في الموقع، وهي الجائزة الأولى من نوعها، تؤكد بأن جلالتها قد تمكنت من إحداث ذلك التغيير الإجتماعي الإيجابي المطلوب من خلال فتح الحوار عبر هذا الموقع، إن أخذنا بعين الإعتبار أن هؤلاء البشر لا يجاملون بحق أحد، فسنصل الى حقيقة أن جلالتها تمكنت من إقناع العالم برؤيتها وبتغيير الصورة النمطية السائدة عن الإسلام، وإن كنا نتحدث عن النتائج التي نريد لهذه الرسالة، فبالتأكيد ان المستقبل القريب سيجيب، وسوف تكون الإجابة بأن يكون الإسلام والمسلمين، كما شأنهم دائما، في أعلى مراتب الإحترام والتقدير في العالم.

ثمة جهد ملكي لم ينته بعد، ولن ينته، ما دام الهاشميون يصرون على حمل أمانة الأمة مهما ثقلت لأن موازينها عند الله بأضعاف أضعاف ثقلها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد