نظرة تحليلية في التغيير الذي وعد به اوباما (4)

mainThumb

17-11-2008 12:00 AM

تساءل احد المتتبعين للأحداث ( لماذا تحصل كارثة بعد كل مبادرة عربية؟؟ من فاس82 إلى بيروت93 ؟؟) في قمة بيروت كان هناك حدثين هامين الاكتفاء بخطاب متلفز للرئيس ياسر عرفات وقبلات المصالحة بين السعودية والعراق سماها بعض الظرفاء قبلات وداعية .

تلاه تلاسن بين الملك السعودي والرئيس الليبي .وما أن انتهت حتى كان شارون الملقب بالبلدوزر يستخدم آلته العسكرية في هدم كل شي ولحقها الغزو الأمريكي للعراق.

عم دخان البنادق المنطقة ليزيد على المشهد الدراماتيكي ضبابية جديدة زادت تشتيت الانتباه لما يحصل على ارض الواقع أصبحت غزة معزولة كبقية المدن في الضفة وتشدد الحصار على المقاطعة واعتقد شارون واهما أن الشعب الفلسطيني فقد إرادته في الصمود وان المربع الأخير في الغرفة الأخيرة هي نهاية المطاف وآخر حلقات الصمود .

فعمد إلى تلغيم المقر للحصول على راية الاستسلام .فترددت العبارة الصادقة المشهورة (يريدوني طريدا أو أسيرا وأنا أقول بل شهيدا شهيدا ) فكانت المفاجأة تلك المظاهرات التي أخرجت النساء والشباب في منتصف الليل والتي عمّت المدن المحتلة والأرياف متحدية البطش لتثبت التلاحم بين القائد وشعبه .

ففهم شارون أن ثمن دم الشهيد سيطارد الجميع وسيسقط كل الاتفاقات وما اتخذ من قرارات وان هذا الشعب سيتحول إلى قنبلة عنقودية تفرخ انفجارات في كل مكان وفي وجه الجميع .فأعاد اللعبة إلى المربع الذي تمنى أن ينجح به وهو نزع الصلاحيات وتدمير التعاطف الجماهيري ونسي أو اجبر على نسيان تجربة عام 82 وأن أبو عمار متميز في فن الحفاظ على الذات والمرونة في الأمور الثانوية وفن المناورة .

ففرض عليه رئيس للوزراء ووزير للمالية وبحنكته المعهودة استطاع أن يجعل رئيس الوزراء بلا عمل وبلا صلاحيات ومع تذمرهم كانت كلماته امسحوها بهاللحية تعيد لهم اعتبارهم وفهمهم لأصول اللعبة.

ووزير المالية أمين صندوق بطريقة أخرى افرغ القرار الأمريكي الشاروني من محتواه وافشل أهدافه . وكان يرى في صمود مخيم جنين الأسطوري وحصار كنيسة المهد صورة لملحمة يصنعها وعقبة كأداء أمام أي شخص يأتي من بعده لا يمكنه تجاوزها تتويجا لموقفه في كامب ديفد حينها قرر شارون ومن معه التخلص منه بلغز يبقى في أذهان الشعب لسنوات طويلة نفس الخطة طالت شارون لاحقا .

كان أبو عمار يعلّم من كتاب لم يكتب بعد مفاده :: كل جبان متكبر هو في جوهره دكتاتور سجين مخاوفه وشكه ينمي وهو في سجنه الداخلي أساليب النقمة والغدر. وما أن يتولى منصبا قياديا مهما كان ضئيلا يفجر مكنونات نفسه وخبثها فتزداد مخاوفه فيزيد ويتمادى في قسوته , ويبعد الصادقين من حوله ويبتعد عنه العقلاء والمخلصون , فيتجمع حوله النفعيون ليتبادل معهم الخيانة كلما ظهر ما يهدده أو يفضح مخاوفه فيظهر مصطلح الفساد ويتحول المفسدون أئمة الإصلاح وتظهر تسميات جديدة تبرر قمع المعارضين وتتحول المصطلحات رغم اتساعها وتعددها مختصرة بكلمة مؤامرة .

لذلك كان يعتبر كل كاذب جبان.وكتاب آخر لم يتسنى له فتحه لضيق الوقت وانشغاله بمفاوضات لا تنتهي ووعود لا تنفذ من قبل إسرائيل وهو كتاب مخاطر الفشل في الإدارة المعتمد على الولاء قبل الكفاءة....لهذه الأسباب كان زاهدا في حياته ومآربه الشخصية ولانشغاله بأمور مفروضة علية بشكل مكثف استغل البعض هذه الحالة وغاصوا في أوحال الأنا والمكاسب الشخصية .

فودعنا أبو عمار بوقار وجنازات تليق به . وعهد لا يزال قائما ووصية لم تنفذ بعد . وبالمقابل اغتالت إسرائيل الحكمة والمنطق في قيادة حماس وكانت الضربة الفاصلة باغتيال الشهيد الشيخ احمد يس .

وانسحبت من غزة بعد أن عم الفساد وضاعت هيبة السلطة وسادت سلطة العائلات بدل القانون . ولكل تبريراته التي يراها منطقية من وجهة نظره .فكانت الانتخابات بكل ما اتسمت به من شفافية وبالا على القضية .

فوجئت حماس بفوزها وهي لم تتأهل بعد لقيادة شعب محاصر تنخره التناقضات ليشكل فسيفساء لممالك أمنية متناحرة مما زاد في عجزها وغياب القانون فوقعت حماس في الشرك ( الفخ ).مما دفع البعض للتساؤل أيام الحصار المالي الدولي على حكومة حماس .( هل نفع الزّباء أنها كانت على حق ؟؟ ألم يجلب عليها سؤ تقديرها لقوة روما أن دمرت (تدمر ) وتسببت بسبي حرائرها وحملها بكل الإذلال إلى روما ؟؟ هل تعلمنا من الماسادا اليهودية ؟؟ هل الحل بالانتحار الجماعي ؟؟ ألم نتعلم بعد أن مليون جنازة سيرها صدام حسين لم تحرك ضمير احد لفك الحصار عن الشعب العراقي ..وهل هذه الجنازات وحدت الشعب العراقي في وجه المتسبب بقتلها ؟؟ أم أن حمى الفوز بالانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة أسكرت البعض فتصور انه مالك الدنيا وما عليها.وأن العالم رهن إشارته . .. فهل وجدت بحنكتها حلولا لازمة الرواتب ؟؟ هل من كرامة المسلم أن يبتهج بالصدقات وكفارات اليمين ؟؟ هل أمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأيتام فلسطين من أبناء الشهداء وزوجات الأسرى الأبطال يستحقون أن نصورهم كمتسولين يرجوا صدقات هذا وذلك؟؟. هل نريد دولة؟؟ أو مبرّة؟؟ أو صندوق زكاة أو جمعية خيرية يكفّر العرب والمسلمون عن خطاياهم بالتبرع لها وصندوق كفارات اليمين؟ لماذا لا نتعلم من الديمقراطيات الحقيقية حين يجد أي حزب نفسه في مأزق ينسحب من الواجهة .. الحزب ليس أهم من الشعب لان هرتزل أرادها ارض بلا شعب علينا المحافظة على الشعب لحماية الأرض.. فالديمقراطية ليست صناديق اقتراع فقط بل منهج حياة وأسلوب تفكير واعتزاز وطني . لا يعرف الإقصاء ولا الإحلال ولا لغة السلاح في الحوار ....)وغاص الجميع في التفاصيل واستغلت إسرائيل هذه الحالة ببناء الجدار واستمرار تهويد القدس ....ولا تزال .. وتوج المشهد الفلسطيني بحوارات لا تنجح وحصارات متتالية وهدنة بين حماس وإسرائيل ومحاولات حماس إثبات جدارتها في ضبط الوضع الداخلي بمشهد دموي وممارسات مضادة في الضفة لمنع تكرار ما حصل في غزة وتفاصيل مملة لم يعد المزاج الشعبي المتعاطف مع القضية يتسمر أمام التلفاز كعادته ليبتدع وسائل التضامن وتسيير المظاهرات في عواصم العالم للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني وترسخت في أذهان العرب قبل غيرهم أن الصراع الدائر بين الفلسطينيين صراع على صلاحيات وسلطة بدلا من صراع لتحرير الأرض ولإنسان وشروط وقف ملاحقة المطاردين في الضفة . لتسقط بشكل فاضح راية حركات التحرر التي تسلمها أبو عمار بعد "هوشي منه "يوم الحسم العسكري كما تقول حماس في غزة ومشهد نهب محتويات المقرات الأمنية ومقر أبو عمار (المنتدى )وبيته وبيع أوسمته على قارعة الطريق كما تباع تحف تجار الخردة .ليذكرنا بمشهد نهب بغداد وبيع تاريخ الشعب العراقي حين نهب المتحف . مما دفع البعض للقول/ حماس مارست ممارسة أدوات إيران في العراق حين الصق بجيش بدر القادم من إيران وزر القتل وجميع اللصوص الذين نهبوا وينهبوا ووزر انتقام قوات الصدر وقوات بدر من كل من حارب إيران من ضباط الجيش العراقي وأصبح اجتثاث فتح في غزة مشابها لقانون اجتثاث البعث في العراق الذي وضعه برايمر.. وعاد القرار الوطني الفلسطيني المستقل وشرعية تمثيل منظمة التحرير مجال للضغط والمساومة ...ولكن ماذا عن المشهد العراقي وتبعات الفوضى الخلاقة عقب الاتفاق الأمني الأمريكي العراقي ؟؟؟؟؟؟؟؟ يتبع ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد