غزة والقرصنة

mainThumb

23-11-2008 12:00 AM

مفهوم القرصنة لا يتوافق وما كان يرتسم في مخيلتنا عن حقيقة القرصنة التي كانت في الماضي، حيث كان تصورنا للقرصنة هو ما علق في أذهاننا من قصص وحكايات عن سفن كانت تجوب البحار وعلى أشرعتها ترتفع أعلام سوداء ترتسم عليها صور الجماجم، كما كان في مخيلتنا أن تلك السفن مليئة بأشخاص كالوحوش يتربصون بسفن التجارة والمسافرين ليقوموا بنهبهم وقتلهم، ولقد أعادت حوادث القرصنة المشابهة في السواحل الصومالية شيء من الذاكرة عن مفهوم القرصنة القديم ، ولكن رغم حوادث القرصنة في السواحل الصومالية تبقى الصورة الحالية والجديدة للقرصنة هي الصورة الغالبة على الماضي.
فالصورة الحالية للقرصنة هي ذات أوجه عديدة وتغلب عليها مظاهر الحياة العصرية وبالأخص التكنولوجية وبتحديد أدق تلك الالكترونية والتي تتعلق بالمعلومات واقتحام الخصوصية للمؤسسات والأفراد من خلال الهمجية في التعدي على المعلومات الموثقة في المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية، وبحار القرصنة أصبحت الانترنت .
كما أن أساليبها أصبحت أقل دموية وأكثر رقي لارتباطها بالعلم والمعرفة إلا أنها تبقى قرصنة غير مشروعة، وربما أصبح هذا التصور عن القرصنة هو الغالب على صورتها الماضية، ويا ليتها بقيت القرصنة على صبغتها ومفهومها الحالي الجديد أو حتى الماضي بل تعدت وتجاوزت بشاعتها كل الحدود لتأخذ منحنى جديد وهو القرصنة الدولية والتي يتضمن مفهومها أن تستبيح الدول القوية الضعيفة كما فعلت الولايات المتحدة في افغانستان والعراق والصومال، ويتضمن أيضاً قرصنة دول على قوت شعوب أخرى من خلال سد المعابر والمنافذ وكل شيء في سبيل قطع سبل الحياة عن تلك الشعوب، إن المتأمل لمظاهر القرصنة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي ضد إخواننا في أرض فلسطين سيجد أن هذا النوع من القرصنة هو أوج التطور لهذا المفهوم وهو الحالة التي بلغت بها مظاهر القرصنة أسوأ مظاهرها وأكثرها دموية على الإطلاق في تاريخ مفهوم القرصنة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد