سيرة ذاتية مليئة بالدماء

mainThumb

20-11-2008 12:00 AM

كثيرون هم من يطمحون أن يكونوا مكان الرئيس الأمريكي المنتخب حالياً (أوباما) وكثيرون هم من تمنوا أن يكونوا مكان الرئيس الحالي بوش قبل ثماني سنوات، وفي ميزان الإنسانية والعدالة والحق والحرية وحب السلام لا أظن أن أحداً يحب أن يكون مكان بوش الراحل عن البيت الأبيض حالياً، وهذا الكره لموضع بوش الحالي غير متأتي من حقيقة انقضاء مدة حكمه للبيت الأبيض وقرب رحيله عنه، ولكن مصدر الكره متأتي من حقيقة كره الإنسان أن يكون حاملاً لنفس السيرة الذاتية لبوش، حيث ستلازم بوش في حياته المقبلة وفي تاريخ الإنسانية وستكتب في صفحات تحت عنوان البشاعة والهمجية وستصنف أنها من حقب التاريخ المظلمة في حياة البشرية كـ " هولاكو "  وستشكل حالة خيالية لقصص دراكولا المرعبة، .
 حظي بوش بسيرة ذاتية تثري سنواته الثمانية الماضية بأحرفٍ من الدماء، وما يؤسف أن تلك السيرة كانت تكتب بدماء محابر عديدة للدماء، وتلك المحابر لم تكن حكراً على دماء العراقيين والأفغان فقط، بل كانت أول محابر الدماء للأقلام الكاتبة لسيرته هي دماء الأمريكيين أنفسهم، حيث لم تأتي أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا من حالة تخبط السياسة ونتيجة لميزان الازدواجية في التعامل مع القضايا العالمية .
 وما يثير الأسف في نفس كل إنسان أن تبقى تبعات تلك السنوات ومحابر الدماء مليئة وقادرة على كتابة صفحات لسنوات مقبلة من تاريخ الإنسانية، ولكن هنالك تبقى فرصة وربما تكون ضعيفة لوقف الكتابة لهذه السيرة أو لأي لسيرة مماثلة، وهذه الفرصة تتمثل بسكب تلك المحابر المليئة بالدماء، فحل القضية الفلسطينية وإيقاف نزيف الدماء فيه وفي العراق وفي أفغانستان وفي كثير من بؤر النزاعات العالمية كفيل أن يمثل حالة انسكاب لهذه المحابر، لكي تحظى الإنسانية بسنوات مقبلة مستقرة وكي تحفظ دماء الكثيرين.

وفي النهاية نتمنى أن يبقى أي إنسان مؤمن بالحرية والإنسانية والعدالة والحق وحب السلام بعد أربع أو ثماني سنوات مقبلة أن يكون في مكان أوباما في ظل سيرة ذاتية كلها إنسانية، وهذا الحال من حالة كتابة السيرة الذاتية ليس حكراً على شخوص قادة البيت الأبيض بل هو لكل من يمتلكون زمام القيادة في أي مكان في العالم وبالأخص في الشرق الأوسط، وفي النهاية يبقى التمني مجرد احتمال!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد