شهيد رغم أنفك ..

mainThumb

22-11-2008 12:00 AM

طالعتنا صحيفة السوسنة الغراء وكعادتها بخبر محلي غريب نوعا ما, ونقلت الخبر بواسطة محررها بكل أمانة وحسن نية, فذكرت تحت عنوان (شارع الشهيد وصفي التل- هل يفعلها أمين عمان؟) وقد جاء السؤال استنكاريا أو استفزازيا نوعا ما فغيرة السوسنة ووطنيتها لا مجال للشك بها.
 كان الخبر يتحدث عن وجود لوحة إرشادية باسم الشارع (الجاردنز سابقا) تحمل اسم "شارع وصفي التل" وعلق المحرر بقوله (اجزم أن القصة ليست مقصودة ولكن ثمة جهل بالتاريخ...) ولم يحمل المحرر مسؤولية إغفال كلمة "الشهيد" لأحد وأعتبر ما حدث جهلا بالتاريخ...!!! أستميحكم عذرا ومحرر السوسنة الغراء وأصرخ بأعلى صوتي" عذر أقبح من ذنب" وأكررها الف مرة, فإن كان الجهل بوصفي التل (مع حفظ الألقاب) فمن المؤكد أن من كتب اللوحة وعلقها هو شخص اندونيسي أو فلبيني وربما بنغالي, ولا يمكن أن يكون مصريا أو سوريا لأن الشهيد البطل وصفي التل رحمه الله رجل الأردن الكبير وابن شاعر الأردن الكبير عرار رحمهم الله معروفون للجميع داخليا وخارجيا. كنت ابحث عن عذر للمسؤول عن هذا الخطأ.. لا بل عن هذا الجرم الوطني كأن تكون الكلمة سقطت سهوا, ولكنني عندما قرأت بوجود لوحات أخرى وردت بها كلمة "الشهيد" تراجعت عن عذري لهم, وبقيت في صراع بين سوء النية والجهل والسهو.
الشهيد البطل وصفي التل رمز العروبة والكرامة, رجل المواقف الصعبة ابن الأردن البار البطل القومي العربي الأردني, صانع السياسة والتاريخ... سأحتاج لألف حلقة لشرح ألقابه ومسمياته وأوصافه, وأذكركم يا من نسيتم أو تناسيتم أو حتى سهوتم عن وصفي التل بمن سهوتم عنه... ولد المرحوم البطل دولة الشهيد وصفي مصطفى وهبي التل عام 1919 في العراق وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة السلط عام 1937 وأنهى دراسته الجامعية "العلوم" من جامعة بيروت العربية, ودرس (أي علم) في مدارس الكرك وانضم للجيش البريطاني الذي سرعان ما سرح منه لميوله العربية وشارك في حرب فلسطين 1948 وهو من رجالات الشمال المخلصين ومن أشاوس إربد الأحرار الذين قدموا شهداءهم لثرى الأردن الطاهر فقد كان رحمه الله أردني الانتماء هاشمي الولاء.
 بدأ التل بتولي المناصب القيادية في الأردن وإظهار بصماته السياسية عليها منذ عام 1955 وعمل سفيرا للأردن في ألمانيا عام 1961وشكل حكومته الأولى عام 1962 والثانية عام 1965 والثالثة عام 1970 وتقلد وظائف رفيعة ومناصب عليا أخــرى كثيرة جدا أشهرها( سفيرا في بغداد, رئيس للديوان الملكي العامر, عضو مجلس أعيان و...الخ). استشهد المرحوم وصفي التل بيد الغدر والخيانة في مصر- القاهرة- على مدخل فندق الشيراتون حيث ذهب لحضور اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك بتاريخ 28-11-1971 بالرغم من تحذير العديد له من السفر للقاهرة- للظروف القومية أنذاك- إلا أن وطنيته ورجولته أبت أن تحبسه في بيته وطالته يد جبان في أكبر دولة عربية وأكثرها تعدادا, وفي أحوج الأوقات فكان خسارة كبيرة جدا لنا كأردنيين وخسارة أيضا للفدائيين الأحرار فقد كان ممن ينادي بأن "عمان هانوي العرب" وأن عمان نقطة انطلاق للفدائيين لتحرير فلسطين ولكن ولظروف لا مجال لذكرها الآن انقلبت الأمور واختلفت.
هذا هو الشهيد وصفي التل وهذه نبذة يسيرة من حياته, والقسم الأكبر من حياته ورجولته وبطولاته تعلمونها جميعا وتحفظونها عن ظهر قلب ولكنني لن أعيدها وأكررها ولن أذر الرماد في العيون فلكل زمان دولة ورجال ولكل عصر ظروفه, ولكنني وبعد كل ذلك أكرر سؤال محرر السوسنة الشهم (شارع الشهيد وصفي التل- هل ستفعلها يا أمين عمان)!!!!! Ayman_alamro@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد