شبيلات في الزيارة الخاصة

mainThumb

29-07-2009 12:00 AM

نشأت الحلبي
أبدع الصديق العزيز سامي كليب حينما "جر" الأردني الجدلي، أو الإشكالي، أو اي وصف يمكن أن ينطبق على المعارض الأردني ليث شبيلات، الى مكان في حياته الشخصية عبر برنامج زيارة خاصة على قناة الجزيرة، لم نكن نعرفه في شخصية شبيلات، فأنا على سبيل المثال، ورغم لقاءات عدة إلتقيت فيها شبيلات منذ أن بدأت "أحبي" في عالم الصحافة، لم أكن أعلم أن هذا "الإسلامي" قد إنغمس يوما في ملذات الحياة من "اللهو"، وكم كانت بساطة شبيلات وصراحته في قول كل شيئ حتى لو خسر كل شيئ، على رأي مقدم البرنامج، حينما قال بأنه عاقر "البيرة" مثلا أيام وجوده في إيطاليا، واضف الى ذلك، أن هذا المعارض "الفصيح" لم يكن ملما باللغة الفصيحة أصلا، وإعترف بذلك حينما قال بأن اللغة مطواعة لك إن أردت أن تطوعها في موضوع ما، فكم كانت تلك مفاجأة ممن ارسل "ابلغ" الرسائل يوما الى شخصيات سياسية مهمة سواء في الأردن أو خارج الأردن مدافعا عن معتقداته إتجاه القضايا الاردنية والعربية والإسلامية.
تلك إضاءة أحببت أن أذكر فيها بعض ما أدهشني في زيارة الصديق سامي الى منزل شبيلات، لكن ما هو أهم من ذلك ما جاء على لسان شبيلات في هذه المرحلة الخطرة والحرجة من تاريخ الأردن، فالرجل يشدد على أنه معارض "دستوري" إنطلاقا من شعوره بوجوب حماية الأردن، بل أنه يؤكد بأن من "يتذبذبون" للملكية الآن كانوا يوما من أعدائها، وأنهم إتهموه يوما ووالده بأنهما من أخلص رجالاتها، ولربما أراد شبيلات بأن يزيل الفهم الخاطئ الذي ترسخ في أذهان كثيرين بأنه عدو للملكية، وهنا إستذكرت يوما جملة قالها شبيلات لي وخرجت مانشيت في الصحيفة التي كنت أعمل فيها حينها بأنه "لا يضع رأسه في رأس الملك".
ما يمكن أن يكون الأكثر أهمية في قراءة شبيلات للواقع الحالي هو تأشيره بأن الاطماع الإسرائيلية في الاردن ما زالت قائمة، ولربما تشابهت أحداث اليوم باليوم الذي أخرجه فيه الملك الراحل المغفور له بإذن الله الحسين من السجن وسرده، أي شبيلات، لحديث "السيارة" فحينها قال شبيلات بأن نتنياهو الذي كان رئيسا للوزراء عينه على البلد، والآن تدور الدائرة ليكون نتنياهو على رأس حكومة إسرائيل وليجدد حلمه بالوطن البديل ولترسيخ الهجرة الفلسطينية بشكل نهائي.
كما يحذر شبيلات من "الترانسفير" مؤكدا بأن هذا يندرج ضمن المخطط الإسرائيلي بإستهداف الاردن، بل ويحذر من فتنة إذا ما ضُخّم ما يحاول البعض بأن يصوره بأنه خلاف اردني - فلسطيني لان هذا لا يخدم في النهاية إلا إسرائيل.
أعتقد بأن ظهور رجال الوطن من طراز شبيلات الآن في الساحة هو أمر هام وحساس للاردن في وقت تظهر فيه أطماع إسرائيل على السطح بشكل لا لبس فيه، فمن المهم أن يعلم المتطرفون الإسرائيليون بأن في الاردن من هو متطرف في اردنيته ليكون ندا لهم في تطرفهم للاردن، فإن غالوا في عدائهم، غالونا، وإن عادوا، عدنا، وهذا لربما فيه إستخدام لروح المثل القائل بأن "الحديد بالحديد يفل"، فمن غير المنطق، وهي خيانة للوطن بأن يسكت في هذا الوقت اي كان عن الخطر المحدق بالاردن، وهذا لربما ما قاله ليث شبيلات في أكثر من مكان بالمقابلة وبين أكثر من سطر، وهذا ليس فيه في كل الاحوال مطالبة مثلا بأن يكون شبيلات رئيسا للوزراء، فهناك مفاصل في قناعاته السياسية لا يمكن معها بأن يمسك بزمام الحكم وهذا واضح تماما، وإذا ما قفزنا على الكثير من الأمور مثل مطالبته بالحكم "الدستوري" مثلا، فإن شخصا يطلب وجه الله والشهادة في الدفاع عن لينين إذا ما كان هذا الأخير حيا ويقاتل أميركا، لن يصلح بأن يكون رئيسا للوزراء في بلد مثل الأردن تتداخل جغرافيته السياسية في شبكة علاقات معقدة لا بد له منها، لكن مجرد التلويح بمعارضة من مثل هذا الطراز هي بحد ذاتها ورقة يمكن إستغلالها.
على كل حال، هذه سطور ليس هدفها الدفاع عن ليث شبيلات وقناعاته، فهو قادر على الدفاع عنها، لكنها كلمات إختلجت في النفس وأنا أشاهد شبيلات يتحدث في وقت أحوج ما يكون فيه الأردن للصراحة، لا للنفاق، وللصدق، لا للكذب، وللإخلاص، لا للمنفعة، وللرجال، لا لأشباه الرجال، وليكون هذا الطراز من الرجال عونا للأردن وللملك وليسوا عبئا كما هي حال الكثيرين لا سيما ممن يختلقون الخلافات ليس إلا لمصالح شخصية ضيقة الوطن أبعد من يكون عنها.
Nashat2000@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد