أغنياء ومتسولون !!!

mainThumb

28-11-2008 12:00 AM

من الصعب تصور مشهد لأصحاب الأرصدة البنكية الضخمة واقفين أمام أحد المساجد أو حتى الكنائس أو الطرقات الضيقة المكتظة بالمارة أو أمام احد الإشارات الضوئية أو... باسطاً يده اليمنى وغالاً يده اليسرى لعنقه طالباً المعونة، ولكن حقيقة المشاهد تتغير بتغير طبقات المتسول ولكل طبقة أبوابها التي تقرعها، وربما لو تمعنت حقائق الأحول لأمكنك رؤية الكثير من الأغنياء يتسولون ولكن بطرق أخرى، وما يتفق عليه جميع المتسولين باختلاف طبقاتهم أن الحاجة هي الدافع وأن العجز هو المبرر، وربما يكون العوز والحاجة المقرون بالعجز دافعاً للتسول لدى الكثيرين كناتج حقيقي لغياب روح حب العطاء والمساعدة الذاتي لدى المقتدرين، ولكن ما لا يقبله المنطق هو اصطناع العجز أو التظاهر به لكي يبرر التسول، والغريب في الأمر أن يصبح التسول حرفة ومهنة لدى الكثيرين، وليس الغريب فقط هو امتهان التسول كحرفة بل الغريب أيضاً هو امتهان البعض لسمة الإمساك والبخل وعدم الشعور بالأخر، وما لا يقبله المنطق أن يصبح التسول مصدراً لمعايشة واختلاق الطبيعة الطماعة لدى المتسول وأن يصبح البخل والإمساك مصدراً لمعايشة واختلاق الطبيعة المقتدرة الأنانية .

ومن المؤسف أن تتناسى الطبيعة الإنسانية المتسولة المختلقة ضابط الرضا الذي يُعد قمة الغنى لكي تعيش بكرامة لا تسلبها أبواب التسول ولكي تعيش ضمن دائرة انتماء وضمن نهج ومنطق لا تتلاعب به هوية المعطي.

ومن المؤسف أن تتناسى الطبيعة الإنسانية المقتدرة الأنانية المختلقة أن هنالك من يعيش على الأرض غيرها، وكلا الوصفين المختلقين لطبيعة المقتدر الأناني والمتسول هما حالة وصف بسيطة لداء يؤدي للخروج من الطبيعة الإنسانية، وإن خير وسيلة للعلاج لكلى الحالتين تكمن في تذكيرهم أنها الأموال لا تعادل خروجهم من قائمة الوصف الإنساني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد