شركة مناجم الفوسفات الأردنية ريادة وعمل

mainThumb

26-11-2008 12:00 AM

طيلة السنوات الثلاث ونيّف التي مضت والتي قضيتها في جامعة الطفيلة التقنية أمر عبر الطريق الذي يشق عباب الصحراء الأردنية و تمر بي الطريق على الأماكن الممتدة في طول البادية الأردنية حتى تحط رحالي في ( أرض الجبال ) المحافظة الهاشمية، ولا شك أن الطريق لا بد أن تمر بصرحين عملاقين من صروح الوطن تحكي قصة من قصص الإنجاز التي شيدها الهاشميون بسواعد النشامى الأردنيين.
لابد أن تعبر في مناجم فوسفات ( الأبيض، والحسا) وطيلة هذه السنوات التي خلت لم يقدّر لي أن دخلت أحداً من هذين المنجمين لعدة أسباب لعل أقلها ضيقة الوقت المتاح، وفي الأمس كنت أنا وعمداء الكليات ورؤساء أقسام كلية الهندسة وكلية العلوم بالذات في زيارة عمل إلى منجم فوسفات الحسا ، وكان في الاستقبال مدير مناجمي الحسا والأبيض بالإضافة إلى زملائه من كوادر الشركة العريقة.
ولن أتحدث عن حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة التي أحاطونا بها والتي تركت في نفوس الوفد المرافق الأثر الطيب، لأنها شيم ثابتة في عادات وتقاليد الأردنيين.
بيد أنني سأتحدث عن مشاهدات الزيارة و الإنطباعات الرائعة التي خرجنا بها، لقد تجوّل الوفد في مواقع الإنتاج جميعها بدءاً من الكشف عن الخامات ثم استخراجها وتكريرها حتى يكون جاهزاً للتصدير.
في مراحل الكشف الأولى شاهدنا حجم العمل العملاق الذي تقوم به الكفاءات المدربة بمهنية وحرفية عالية وبأحدث الوسائل العصرية، إذ زرنا الغارفات العملاقة التي تقوم بالكشف عن خامات الفوسفات التي تذهب في طريقها إلى " الكسارات" التي تقوم بالعمليات اللازمة لتكرير مادة الفوسفات لتذهب بعد ذلك إلى عمليات كيمائية أخرى لرفع النسب وتحسين النوعية.
غير أن الملفت للنظر كان محط إعجابي وإعجاب الزملاء عمداء الكليات ورؤساء الأقسام اللذين رافقونا لارتباط عملهم الأكاديمي في الجامعة بجميع عمليات التعدين، إن جميع عمليات التعدين حتى المراحل النهائية تسير وفق نظام System" " دقيق وثابت، عزّزته خبرة الأيام الطوال.
والمفرح أيضاً في هذا الجانب أن الكفاءات والخبرات التي شاهدناها أو تحاورنا معها في المواقع المختلفة أو الأخوة اللذين رافقونا بدءاً من مدير المنجم، وجميعها خبرات أردنية كفوءة تعكس القدرات والطاقات الهائلة التي يتمتع بها الإنسان الأردني والذي هو ثروة هذا الوطن الرائع.
وبما أنّ جامعة الطفيلة جامعة تقنية في المقام الأول وتشكل كلية الهندسة فيها أكبر الكليات، وتضم أحدى عشر تخصصاً في مجالات الهندسة المختلفة التي يرتبط بعضها بإنتاج الفوسفات بشكل والبعض الآخر بشكل غير مباشر، إضافة إلى تخصصي الكيمياء والفيزياء، فإن الزيارة حققت نتائج إيجابية كثيرة، منها تقدير هذا الجهد الوطني الكبير بسواعد أردنية كفؤة.
ومن النتائج المفيدة لهذه الزيارة أنها فتحت الآفاق أمامنا للتعاون في المستقبل سواء في مجالات التدريب أو في مجالات البحث العملي أو إجراء الدراسات المتعلقة بمادة الفوسفات.
إن شركة مناجم الفوسفات من الشركات الوطنية الرائدة التي تستحق الثناء والشكر فهي عصب مهم في الاقتصاد الوطني ومشارك فاعل في التنمية المحلية ولا ننسى أنها في الأمس القريب قدمت سكناّ متكاملاً لصالح العاملين في جامعة الحسين بن طلال وكل الشكر لإدارتها والقائمين عليه والعاملين بها.


 * رئيس جامعة الطفيلة التقنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد