بوش (ادراكولا) في ليلة الرحيل

mainThumb

25-12-2008 12:00 AM

لن تكون ليلة رحيل بوش عن البيت الذي جثم فوقه ثماني سنوات ليلة عادية، ستكون ليلة مليئة بالكوابيس إن نام فعلاً، سيجد دماء الأبرياء تطارده، سيسمع أنات من كانوا يقتلون ويعذبون بأمره، لكنه سيحاول أن لا ينام كي لا يراها، ومن الأكيد انه سيسعى جاهداً أن يستغل كل لحطة فيها، ولن يكون غريباً تجوله في كل ركن في البيت الأبيض ليلتقط الصور، سيحاول أن يزيد عدد صفحات ألبومه بصور تذكارية له وهو جالس على كرسي مكتب الرئاسة، سيحاول جلب مستشاريه وترأس اجتماع شكلي لهم ليلتقط صور معهم .

سيحاول أن لا ينام كي لا يصحو في الصباح ليجد أنه أصبح بوش وليس الرئيس، سيحاول أن يوقف ساعة الحائط وساعة يده، سيحاول وسيحاول...، لكنها ستأتي رغماً عنه ساعة الرحيل، ولو كان حقاً قائداً متفهما للواقع وللحقيقة التي تنفي ثبات الأشياء لكان من الأجدر به أن يتفهم أنه مهما حاول أن يكبل العراق وأهل العراق وكل الأحرار في العالم فإن ساعة الحرية ستأتي، ستأتي كما أتت في جنوب لبنان، ولو تأمل ساحة الفردوس في العراق وتأمل سقوط تمثال صدام وتفهم أن السقوط ليس بالمشهد الثابت وليس حكراً على أشخاص وبعيداً عن أشخاص لأدرك أن يوم رحيله شبيه بيوم السقوط ، ولو تمعن الأحذية التي انهالت ضرباً بتمثال الشهيد صدام حسين وتفهم دبلجة مسرحها، ولو أنه تمعن المرتزقة الذي نفذوا مشهدها، لأدرك لماذا انهال حذاء عراقي أصيل لا يشترى ولا يباع فوق رأسه بمشهد حقيقي لا خيالي ولا مسرحي، ولو تأمل وتأمل.... سيجد نفسه في النهاية مجرد كابوس أرق نوم الكثيرين، سيجد نفسه مجرد قصة كانت شيطانية، وسيجد نفسه في ألبوم الأطفال الذين يجمعون صور الكائنات الغريبة والموحشة، سيجد عنوان الفهرسة لموقع صورته (بوش إدراكولا بصورة إنسان)، فلا داعي لأن يتعب نفسه في الليلة الأخيرة في التقاط الصور وليذهب ليبحث له عن وسيلة جديدة يمتص بها الدماء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد