العملية التدريسية كعملية اتصال

mainThumb

26-12-2008 12:00 AM

ان العملية التدريسية تقوم على أسس علمية ولا تحتمل العشوائية مطلقا فهى بحاجة الى معرفة الأهداف العامة والخاصة وأهداف كل درس من دروس المادة ولا بد من التخطيط المسبق ومعرفة الوسائل التعليمية والتقويم وتهيئة كافة الظروف المحيطة ومراعاة الفروق الفردية عند تنفيذ الدرس .

ان المعلم هو من الأركان المهمة فى العملية التدريسية التى تقوم على : المرسل والمستقبل وأداة الأتصال فالمعلم بهذا المفهوم مرسل والمستقبل هو الطالب وأداة الاتصال هى طريقة التدريس والمنهاج.

وأما اذا كان هناك خللا فى المرسل لا تصل الرسالة بالشكل الكامل. وكذلك اذا لم يكن هنالك مستقبل جيد وهو الطالب لا تصل الرسالة.

واذا لم توجدهنالك أداة اتصال جيدة فلا تصل الرسالة.

أيضا اذا كان هناك منهاج ومعلم جيد يستطيع المعلم أن يوصل رسالته بشكل جيد واذا كان هناك منهاج فيه ثغرات ومعلم جيد يستطيع المعلم تغطية الثغرات الموجودة فى المنهاج واذا كان هنالك خلل ما فى المنهاج والمعلم لا تصل الرسالة الى الطالب بشكل كامل بمعنى آخر ان العملية التدريسية عبارة عن مدخلات وعمليات ومخرجات.

المدخلات تتمثل بالطالب والمنهاج والوسائل التعليمية والبيئة الصفية وأما العمليات هى طريقة التدريس أما المخرجات فتتمثل بنوعية الطالب الذى نخرجه وعلينا دائما ان نسأل انفسنا هل نحن نجحنا فى ايصال رسالتنا بالشكل الصحيح؟ واذا لم ننجح علينا العودة الى المدخلات لتلافى نواحى التقصير فى مهمتنا . وطريقة التدريس لا تنحصر فى الأساليب الجامدة وانما المعلم هو كالجندى فى الميدان يناور وبكافة الوسائل لكى ينجح فى أداء مهمته على أكمل وجه.

على المعلم أن يجرب أكثر من طريقة من طرق التدريس ويختبر هذه الطرق بحيث يركز على أكثرالطرق الناجحة فى ايصال رسالته التعليمية الى طلابه .

وتدل الدراسات فى هذا المجال على أن أكثرالطرق نجاحا فى المدارس الغربية هى طريقة حل المشكلات بحيث تدع الطالب يكتشف بنفسة ويحاول ويجرب بمساعدة المعلم فليس المعلم هو ناقل للمعرفة فحسب بل هو مساعد للطالب فى كيفية التفكير فى حل المشكلات.

ألا ترى معى أخى القارىء انه من الأفضل بمكان أن ندرب طلابنا على اسلوب البحث العلمى وتعليمه لهم منذ نعومة أظفارهم وذلك حسب مراحل الدراسة المختلفة هذا الأسلوب الذى يقوم على الملاحظة وحصر المشكلة وجمع المعلومات والعمليات واستخلاص النتائج ومناقشة النتائج ووضع الحلول المناسبة وذلك لكى تصل رسالتنا التعليمية بشكل افضل.

أقول أيضا اذا حدث تشويش فى عملية الاتصال هل تصل الرساله بالشكل الصحيح ؟ والجواب على ذلك قد تصل ولكن بصورة مشوشة والمعنى أن يكون المعلم واضحا فى تدريسه ومنطقه مقنعا للآخرين وعليه اعداد البيئة الصفية المناسبة وابعاد كافة المؤثرات التى تعوق فى عدم ايصال رسالته بالشكل المطلوب.

هكذا اذن من فالعملية التدريسية تحتاج لتظافر كافة العوامل من مرسل جيد ومستقبل جيد وأداة اتصال جيدة وبالتعاون جميعا نتخطى الصعوبات التى تعترض السبيل.

وعلى المعلم ذو الخبرة تقديم خلاصة خبراته للمعلم الجديد فى المدرسة بحيث يكون هنالك التعاون بين كافة أعضاء الهيئة التدريسية للاستفادة من خبرات بعضهم البعض ومعالجة المشكلات التى تعترضهم خدمة لفلذات الآكباد لبناء شخصياتهم على أسسس سليمة لتحقق الفائدة المرجوة لخير وطنهم وقائدهم وخير أنفسهم.

وفق الله معلمنا وقائدنا جلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين المعظم راعى العلم والعلماء.

ووفق الله الأخوة الأساتذة فى ايصال رسالتهم الى طلابهم على مايرام.

ونرجوا الله عزوجل أن يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن الغالى وأبناء الوطن انه سميع مجيب الدعاء.

gasimabdalla@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد