صحيفة السوسنة الأردنية

مهما كان الرقم الذي تتحدث عنه الجهات المختصة , فيما يتعلق بانتشار ترويج أو تعاطي طلبة الجامعات الأردنية أو يعظهم للمخدرات , وسواء كان الطلبة المقصودين أردنيون أم غير أردنيين , وأيا كان نوع المخدر الذي يتعاطونه , فان مجرد ارتباط أو ذكر المخدرات مع الجامعات , والجامعات الأردنية بالذات أمر يبعث على القلق والتوتر , ويعكر صفو السامع والقارئ ,فالجامعات على وجه العموم تعد من الأماكن المقدسة ومن هنا جاءت كلمة الحرم الجامعي , قياسا على الحرم المكي أو الحرم المدني , والحرم القدسي .

وهذا الحرم يجعل من الجامعة مكانا آمنا محترما ياتية طالبو العلم من كل حدب وصوب من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم تقارب في أجرها اجر العابد أو ربما تزيد .

والجامعات الأردنية على وجه الخصوص جامعات يشهد لها القاصي والداني من داخل الأردن وخارجه بمستواها العلمي والأكاديمي المرموق وتتسابق مختلف الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربي إلى استقطاب خريجي الجامعات الأردنية وتشغيلهم وكم وكم سمعنا عن قصص في هذه الدول وغيرها تشدد على تعيين الخريجين الأردنيين لسمعة جامعاتنا الطيبة والحمد لله .

ولكي تظل الجامعات الأردنية عند حسن الظن بها فان من واجبات القائمين على إدارتها وأعضاء هيئة التدريس فيها , اخذ الأمر على محمل الجد وعدم الاتكال إلى الآراء التي يطلقها المنظرون في مجالات علم الاجتماع , والنفس حول حجم المشكلة وهل تعد ظاهرة أم لا ؟

والبدء بدراسة المشكلة ووضع البرامج الكفيلة للقضاء عليها من جذورها وقبل أن تستفحل كالبرامج التوعوية للطلبة للتعرف على مخاطر هذه الآفة التي تدمر الإنسان وتدنس قدسية المكان , وتفعيل القوانين الجامعية المتعلقة بنظام العقاب للسلوكيات الخاطئة , وتنمية الحس الديني والوطني وتشكيل قيادات شبابية في الجامعات يقومون هم بأنفسهم بمحاربة هذه الآفة الاجتماعية والاقتصادية والدينية .