.. وظل تاليا

mainThumb

27-12-2008 12:00 AM

لا يكاد عجب المتمعن في مخلوقات الله ينتهي، فكل شيء فيها يقود إلى الإيمان! ولكن ما فجر عجبي في عالم الحيوانات، وأثار فضولي واهتمامي هي الأذناب وعملها وعلاقتها بالحيوانات والخدمة التي توفرها للحيوان.. فهو يتضاءل عند بعض الحيوانات، ويطول عند أخرى حاملا نفس الهدف، وقد يحمل بعض مشاعرها فإذا فرحت يرقص.. فيرتفع وينخفض ويتطوح في الهواء، جذلا بفرح صاحبه، وإذا حزن أو مرض اعتراه الحزن والسكون، وهو على أي حال مرتبط بصاحبه يتحرك بحركته ويسكن بسكونه.

لم ينو التمرد على وضعه وما خلق من أجله، فهو نهاية والرأس أولا، فالرأس يختار اتجاهه وهو لا يختار حتى الرجوع للخلف. والمراقب لعمل الأذناب عند الحيوانات، يرى أنها أنفع في بعض الأحيان من يد أو قدم، فهو يتصرف بمهارة ليخدم صاحبه... فيلتف على غصن أو يتشبث بحجر، لينجو صاحبه، وقد ينفصل عن الجسم ويبقى يتحرك ليوهم المهاجم أن صاحبه أصيب، فيقع في يد العدو وينجو صاحبه!. لا أعتقد أنه فكر في يوم من الأيام! لأن التفكير مكانه الرأس، في وقت تخلت كثير من الرؤوس عن التفكير، لكنه أول من يمرغ في التراب، وأول من يضرب، وقد يغير اتجاهه بعكس حركة صاحبه، وهذا لا يعني شيئا فهو في النهاية مرتبط وتابع.. ولأنه يشرف على مكان القذارة، وهو أول من يتلقاها يعتبر قذرا، ويعذر صاحبه على بعض القذارة وهولا يعذر، فيستقذره الكل حتى صاحبه.. لا يعرف الحب! فالحب يعني أن تتقابل الوجوه، وتتلاصق القلوب, وتطيب الرائحة، وهو لا يعرف من هذا شيئا. ما ارتبط إلا بحيوان، وأبعدته قدرة الله عن الإنسان حقيقة، وقد يتخذه مجازا ويفعل كل ما سبق. ليس من الممكن يتبادل الرأس مع الذنب الأدوار، فليس من الممكن أن تتلاعب في الخلق، فتقلب أعضاء مخلوق رأسا على عقب، فكل ميسر لما خلق له.. و حسن الخلق ط?Zبْعٌ لا يتغير. وقد وعض أحدهم ابنه قائلاً: يا بني لا تكن رأسا ولا ذنبا! فإن كنت رأسا فتهيأ للنطاح، وإن كنت ذ?Zن?Zبا فتهيأ للنكاح!. الذ?Zن?Zب مهما زاد نشاطه وتحرك وارتبط بمن يرتبط، خلق ليبقى تاليا، ويظل تاليا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد