غض الطرف عن إيران

mainThumb

14-08-2007 12:00 AM

الخبر ليس جديدا ، بل هو مخيف ومرعب. وقد كان الأمر كذلك دوما. موجة عنيفة جديدة من القمع والتعذيب والإعدام الجماعي ، ومن الاعترافات السياسية التلفزيونية ، ومن الاعتقالات التعسفية ، تعصف بإيران ، مهد "الثورة الإسلامية الدائمة" ، من أقصاها إلى أقصاها. هذه الموجة تكشف عن جدلية الصراع ما بين إرادتين متناقضتين: إرادة الحرية ، وإرادة الانصياع لإيران.
في شهر أيار 2007 أعتقل أحمد كازابيان ، ومجيد تافاكولي ، ومجيد شيخ بور من جامعة "أمير كبير" في طهران ، على إثر صدور جريدة المجمع الجامعي التي وصفتها السلطات القضائية بأنها شتم وإهانة لطابع الإسلام المقدس.
ومنذ 26 حزيران الماضي أعتقل ما بين 400 إلى 500 شخص على اثر انفجار موجة الغضب في العديد من المدن ، بما فيها العاصمة طهران ، والذي احدثه تقنين البنزين في بلد استطاع أن يجمع أكثر من 400 مليار دولار من ايرادات البترول خلال السنوات التسع الأخيرة.
وفي الخامس من تموز الماضي أعدمت السلطات الإيرانية جعفر كيانا ، بعد اتهامه بالزنا في مقاطعة كازفين ، شرقي طهران ، بينما ما زالت شريكته في الزنا "مكرمة إبراهيمي" ، التي اعتقلت منذ 11 عاما ، تعاني مع طفليها في السجن ، في انتظار الإعدام.
وفي التاسع من تموز اعتقل 15 مناضلا من حركة الطلبة ، وذلك في الذكرى السنوية الثامنة للقمع العنيف الذي واجهت به السلطات انتفاضة الطلبة في شهر تموز 1999 ومن بينهم محمد هاشمي ، وعلي نيكونسباتين ، ومهدي عربشاهي ، وحنيف يزداني ، وعلي بفاقي ، وعبد الله مومني ، ومجتبى بيات. وفي 11 تموز أعتقل بهاريح هدايات ، وأمير يعقوب علي ، وهما مناضلان في الحق العام ، وأعضاء الحملة من أجل العدالة ، ومن موقعي بيان "المليون توقيع" الذي يطالب بإنهاء التمييز الجنسي في إيران.
وفي التاسع من نيسان والعاشر من تموز أعتقل ونقل إلى سجن إيفين في شمال غرب طهران محمود صالحي ، عضو في حركة العمال ، ومنصور أوسانلو ، زعيم منظمة نقابية للنقل قوامها أكثر من 17 ألف عضو.
وفي 18 19و تموز بث التلفزيون اعترافات قسرية لثلاثة جامعيين ، من بينهم أميركيان ، معتقلين في سجن إيفين ، ومتهمين بتورطهم في مؤامرة أميركية لإثارة "ثورة مخملية" في إيران .
وفي 22 تموز الماضي أعلن سعيد مرتزاوي ، النائب العام الإسلامي في طهران ، عن الإعدام شنقا لـ16 متمردا ، واعدا بإعدام 17 آخرين.
تجدر الإشارة إلى أن قائمة الابتزاز في النظام الإيراني يمكن أن تتواصل إلى ما لا نهاية: من المساس بحقوق الإنسان ، إلى المغامرة النووية ، إلى الإرهاب ، وهي الوسائل التي يستعملها النظام الإيراني كأدوات جيوسياسية فاعلة. والمثير للذهول أكثر من كل ذلك هو تواطؤ العالم الخارجي. فبينما يتحدى النظام الإيراني "الاسلامي" المجتمع الدولي في المسألة النووية ، نرى المدافعين عن العقيدة المسيحية أنفسهم ، يطالبون ، على ضفتي الأطلسي ، بالمزيد من "الحوار" ، وبالمزيد من المبادلات التجارية ، وبقدر اقل من العقوبات. علينا ، نحن المنشقين في داخل إيران وفي خارجها أن نذكر العالم أجمع أن الأزمة الحالية تستمد جذورها من جدلية هاتين الإرادتين المتناقضتين ، ألا وهي إرادة الفاشية ضد الحرية.
وعليه ، فإننا نطالب منظمة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، وكافة المؤسسات العالمية بأن تمارس ضغوطها على الجمهورية إيران الإسلامية ، على غرار الضغوط التي مارستها في السابق على التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.
وعلينا نحن الموقعين على هذا النداء الجماعي ، أن نذكر العالم الحر أن الهزيمة في مثل هذه الجدلية ليست أمرا واردا.
- مثقف ايراني ورئيس اللجنة الفرنسية الإيرانية
من اجل الديمقراطية في إيران



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد