هل يحتاج لبنان حربا أهلية أخرى ليتطور؟ .
قد يرى الكثير أن الحديث عما يجري في لبنان ، هو حديث خاص عن وطن خاص يحمل خصوصيته ، بحيث لا يمكن لك مقارنته بأي وطن آخر ولا حتى بتلك الأوطان التي تحيط به والمتداخلة معه بشكل ما ، وهذا غير صحيح وإن كان لبنان لديه أزمات اقتصادية تختلف عن بعض الدول العربية ، فهو وإلى حد كبير يمثل نموذجا لباقي الدول العربية ، والفارق الوحيد بينه وبين الدول العربية أنه لا يملك "السلطة المستبدة" منذ أن خرجت سوريا عنه ، فظن نفسه أنه لم يعد يشبه باقي الدول العربية ، فيما هو أي لبنان تحول إلى دول داخل الدولة ، وهذه الدول تشبه إلى حد كبير الدول العربية ، الرافضة للنقد السياسي والثقافي والتراثي ، فما أن يبدأ فرد ما ينتمي لدولة/حزب/طائفة داخل لبنان بنقد هذه الطائفة من الداخل ، حتى يتم طرده ، فتتلقفه طائفة أخرى لتستغله سياسيا ، وإن حاول نقد تلك الطائفة التي انتقل لها سيواجه نفس المصير ، لهذا حين تكتب عن لبنان فأنت تكتب عن باقي الدول العربية ، أو عن مستقبل الدول العربية حين تضعف "السلطة المستبدة".
من هذا المنظور يمكن لنا طرح السؤال المهم ، لماذا الحراك السياسي في لبنان مصاب بالشلل ، لهذا لم يتطور ، مع أنه دفع ثمنا كبيرا وقاسيا ومؤلما وخاض حربا أهلية وعقدية وطائفية لعشرات السنوات ، وخرج منها دون أية عبرة ؟
فيما التجارب الأخرى المشابهة لما حدث في لبنان كانت بوابة التغيير والتطور ، حين تقارن ما حدث في أمريكيا في القرن التاسع عشر الميلادي ودخولها حربا بين الشمال والجنوب بعد أن خرج منها الاستعمار ، هو مشابه لما حدث للبنان ، لكن النتائج مختلفة .
فأمريكا ومنذ خروجها من تلك الحرب الأهلية وهي تتقدم على المسار الداخلي ، والمجتمع يعمل دائما على تطوير العدل والمساواة بين الأفراد ، وأنا على يقين أن من عاش في أمريكيا قبل ستين عاما ، حين كان يكتب على المطاعم "ممنوع دخول الكلاب والسود" ، وحين كان الأسود لا يركب مع البيض ولا يستعمل مراحيض البيض ، سيصاب بدهشة وهو يرى "أوباما" الأفريقي المرشح الأقرب للرئاسة ، وأن عضو مجلس النواب الأمريكي المسلم "كيث أليسون" رفض أداء القسم على الإنجيل كما جرت العادة لكل النواب السابقين ، وطالب بإحضار مصحف ليقسم عليه ودعمه الدستور الأمريكي .
فيما لبنان ورغم الدم الذي سفك لعشرات السنوات لم يتغير للأفضل ، ومازال يتخفى خلف خصوصية البلد ، ودستوره يدعم الطائفية ، ويقسمها رئيس الدولة من طائفة ورئيس النواب من طائفة أخرى ورئيس الوزراء من طائفة ثالثة ، وأنه لا يحق لأي إنسان مهما كانت عظمة تفكيره أن يتولى منصبا ما لم يكن من طائفة محددة ، صحيح أنك لا تجد هذا موجودا في نص الدستور لكن النص أي نص يخفي أكثر مما يظهر .
قد يبدو للقارئ أن الكاتب عاشقا لأمريكا ، وهذا فيه ظلم ، فكاتب المقال وإن كان يكره سياسة أمريكا الخارجية ، وتحيزها الظالم لإسرائيل ، إلا أنه يتساءل : لماذا لم يتغير الداخل في لبنان رغم أنه دفع ثمن التغيير دما ، فيما أمريكا تغيرت؟
وهل مازال على لبنان دفع دم أكثر ، ليحدث التغيير وتختفي كلمة الخصوصية والطائفية ، وتعم كلمة المواطنه ، التي تؤهلك لأن تكون ما تريد في وطنك دون النظر لعقيدتك وطائفتك ؟
الإجابة الأولية على هذا السؤال تكمن في "أنانية" الإنسان اللبناني بغض النظر هل هو زعيم طائفة أم بطانة له أم أحد الرعية ، فالزعيم مازال يعتقد أنه الوطن ، من اختلف معه فهو خائن وعدو للوطن ، والبطانة تقترب من الزعيم لتحقق مصالحها الشخصية ، لهذا هي تمارس النفاق مع الزعيم وتروج له وتبرر أخطاءه ، والرعية لا تريد فعل شيء لهذا هي تنتظر معونات زعماء الطوائف لتعيش على الفتات ، أو هي أي الرعية تم تغييب عقلها منذ الصغر لهذا ترى الزعيم نصف إله .
فيما هناك فئة قليلة تحاول التغيير لكن لا أحد ينصت لها ، وفئة أخرى تهاجر هربا من حروب قادمة بحثا عن مجتمع لا يسألها "من أي طائفة أنت" ليحدد علاقته معك ، أو ليحدد هل تستحق الحياة أم الموت في الحرب الأهلية .
المحزن أن المجتمعات تتغير سلميا أو بعد حرب أهلية للأفضل ، فيما العرب "وبعض الدول الأفريقية" لا يريدون الاستفادة من تجارب المجتمعات الأخرى ، ولا هم تغيروا بعد الحروب الأهلية ، وكل ما يبحثون عنه مزيد من الحروب ، مزيد من العداوات ، مع أنهم هزموا أكثر من اللازم ، وأهدروا دماء أكثر من اللازم أو أكثر مما يطلبه التغيير ، ولم يتغيروا .
يقال : وحدهم الموتى والأغبياء لا يتغيرون .
فتح: اجتماعات القاهرة تبحث ترتيبات اليوم التالي في غزة
جلسة حوارية حول الرؤية المستقبلية لتطوير القطاع الزراعي
مدير أوقاف عجلون يتفقد المشاريع الوقفية في عبين عبلين
ترامب: إسرائيل لن تفعل شيئا بشأن الضفة الغربية
انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني عشر للطبيب العام
الدولية للهجرة: وفاة 40 شخصًا غرقًا قبالة سواحل تونس
الوحدات يتغلب على فريق الأمير حمزة
النفط يقفز بنحو 5% بعد عقوبات أميركية جديدة على روسيا
السير: ضبط مركبتين كانتا تسيران داخل ممشى شارع الستين
واشنطن تدرس خطة مساعدات بديلة لغزة
ضبط 1.3 مليون درهم في قضية سرقة الـ5 ملايين
صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
روسيا: قتلى ومفقودين جراء انفجار بمصنع وسط البلاد
الهيئة الأردنية للفنون الشعبية تشارك في مهرجان تراثنا هويتنا
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية
فتح باب التجنيد في الأمن العام .. تفاصيل
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي .. تفاصيل
50 موقوفًا على ذمة مشاجرة الجامعة الأردنية .. تطورات
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات
4 علامات تحذيرية تسبق النوبة القلبية
إغلاق مصنع صحون مخالف يهدد سلامة الغذاء
زيت الزيتون الأردني بين الجودة وغلاء الأسعار .. تحذيرات
ما هي الألوان التي تناسب بشرتي





