ايجابية الأجواء بين عمان ودمشق .. هل تنسحب على مستقبل سد الوحدة ؟

mainThumb

23-03-2009 12:00 AM

(بادئ ذي بدء....وكالعادة.... اعتذر لقراء السوسنة عن الإطالة لكفاية الموضوع )

فبعد سنوات عجاف على الصعيدين السياسي والاقتصادي.......وحتى في معدلات الأمطار..... يتنفس سد الوحدة الصعداء أملا?Z بانتهاء ماساته وبؤسه خصوصا بعد لقاء جلالة الملك مع الزعيم السوري قبل أيام .

تبلغ السعة التخزينية في المرحلة الأولى لهذا السد بحوالي 110 ملايين متر مكعب لتصل في المرحلة الثانية إلى 250 مليون متر مكعب بينما ما هو مختزن بالسد لم يتجاوز الـ 10 مليون متر مكعب قبل بدء الموسم المطري الحالي ولم يتجاوز الـ 18 مليون متر مكعب في أحسن أحواله حتى يومنا هذا.

لقد كانت فكرة بناء السد في ضمائر كل الأردنيين منذ إن قام الكيان الصهيوني بسلب مياهنا وحقوقنا في اليرموك ونهر الأردن ولازلنا ننتظر عقودا من الأمل حتى شاءت الظروف واستطاع الأردن إقناع كافة الأطراف المشتركة بحوض اليرموك بأحقية وضرورة بناء السد لما له من الأهمية بمكان للأمن المائي الأردني وتتويجا لحقوقنا المائية عند كافة الأطراف .

لقد تم إنشاء السد بعد عثرات كثيرة و دراسة مستفيضة وتوافق مع الجانب السوري حيث أن ثلثي أراضي حوض اليرموك وروافده الأربعة الرئيسة تقع في الأراضي السورية.

إن اتفاقيتنا مع الشقيقة سورية حول تقاسم مياه حوض اليرموك لم تأتي ارتجالا أو إجحافا بحق إخوتنا في سوريا بقدر ما كانت " مجحفة بحقنا "حيث كانت حصتنا حسب معاهدة"جونسون1953" تزيد عن الـ 375 مليونا لتنخفض إلى حوالي 200 مليون في معاهدة 1987 ولكننا قبلنا بها نزولا عند روابط الإخوة والمحبة القائمة بين الجارين حيث قام الأردن بتنفيذ كل بنود الاتفاقية من تعويضات لاستملاك والبناء والإعداد والتشغيل ولكن وبعد البدء بتخزين المياه في جسم السد نجد أن الـ 10 مليون متر مكعب المختزنة به لا تساوي شيئا مقارنة مع كل هذا الجهد وهذا المال وما رافقه من أمل وتفاؤل لنصاب بخيبة أمل جديدة نتمنى على الأخوة في سوريا تبديدها " وهم أهل لذلك" لأننا نعلم أن لا وجه مقارنة بين جار الخير "ممثلا بسوريا" وجار السوء ممثلا "بالكيان الصهيوني".

إننا وإذ كنا نعلم مسبقا أن أي اتفاق مع الكيان الصهيوني مهما كان مرتبطا بمواثيق ومعاهدات فان مصداقية مثل هذا الاتفاق هي بمحل شك - وهذا ما عودنا عليه هذا الكيان - فان ما حدث على الجانب السوري من حجز المياه في السدود واستغلال حصتنا من الماء في الزراعات الصيفية في مناطق ما قبل السد هو ما أربكنا بالفعل حيث كانت استراتيجياتنا المائية و حساباتنا قائمة على إمكانية امتلاء السد بالمياه وهذا لن يتأتى إلا بوفاء الجانب السوري بتعهداته من منطلق روابط الجيرة والدم والقربى والاحترام المتبادل تعهداتنا ومعاهداتنا ولم نفكر يوما بأننا سنكون في مواجهة أو حتى في موقع الشعور بالقلق من عدم وفاء الجانب السوري لتعهداته.

إن الواقع الهيدرولوجي لحوض اليرموك يشير إلى أن سد الوحدة لن يمتلئ يوما في الماء ما لم تكون نوايا الأخوة في سورية صادقة وحقيقية - وهذا ما زلنا نتمناه - حيث أن واقعنا المائي المرير يتطلب من الأخوة في سوريه الوفاء فيما تم الاتفاق عليه لتحقيق مخزون مائي مقبول في جسم السد وبغير ذلك سنصاب بخيبة أمل " كبيرة" لأننا لم نتوقع أن تكون مشكلتنا في المياه رهينا للوضع الجيوسياسي في المنطقة وبالتالي فان كل حساباتنا كانت قائمة على روابط الأخوة والمحبة ووحدة المصير بيننا .

إننا في الأردن وإذ كنا لا نستجدي أحدا في حقوقنا فإننا نرتبط بسوريا بمعاهدات دم وروابط قربى ومصير مشترك ولا يمكن أن نقارن ذلك بعلاقتنا مع الكيان الصهيوني لان هذا الكيان لم يأبه بتزويدنا بالعادم من مياه طبريا ولم يتردد بتلويث مياه قناة الغور ولن يتردد بتزويدنا بمياه ظاهرها "أجاج" باطنها "سم قاتل" في يوم من الأيام ... هذا ما عهدناه في هذا الكيان وهذا شيء طبيعي...لكننا لا يمكن لنا أن نقارن ما يفعله الكيان فينا في سلبه لحقوقنا المائية بما يفعله الأخوة في سوريا حيث إن الاتفاقيات بيننا وسورية تحركها قوى وروابط الدين والقربى والوطن والمصير المشترك.

إن جل ما نتمناه أن يكون للقاء جلالة الملك و الرئيس السوري الأثر الكبير في فتح بوابات روافد اليرموك لتصب في سد الوحدة ، هذا الأمر الذي سيصب في بناء وتدعيم وحدة الحال والجوار بين البلدين .

إننا في الأردن إذ نفتخر بأخوتنا مع الأشقاء في سوريا فإننا نأمل منهم التحقق مما يدعيه الجانب الأردني من قيام المزارعين السوريين باستغلال حصتنا من المياه من خلال زراعاتهم الصيفية قبل السد و استغلالهم لينابيع المياه " دون ارتفاع 250 متر" فوق سطح البحر بما يتعارض مع اتفاقية 87 .

إننا إذ كنا ولا زلنا حريصون على أن يتمتع الجانب السوري بوضع مائي آمن فإننا نعتقد إن ذلك لا يجب أن يكون على حساب حصتنا المائية كوننا لا نمتلك البديل بينما سوريا تمتلك عشرات البدائل في الفرات وغيرها.

إن اتفافية المحاصصة المائية لحوض اليرموك نصت على أن عدد السدود المقامة في الجانب السوري حوالي 25 سدا بينما هي اليوم أكثر من 40 سدا وهذا يعني الكثير الكثير... إننا لا نمانع في قيام سوريا بتشييد المزيد من السدود على ترابها الوطني شريطة أن لا يؤثر ذلك على حصتنا في مياه اليرموك وبغير ذلك ستبقى علاقاتنا مع سوريه فيها "غصة في الحلق" نأمل من اللقاء الأخير بين الزعيمين أن يبددها ودمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد