أفكــــارهم وقراراتهم منزوعة العفن

mainThumb

23-03-2009 12:00 AM

تلتزم عقول أردنية إستثنائية وغير عادية كثيرة بيوتها الآن (من جميع التخصصات تقريبا) نتيجة قرارات الإستغناء عن خدماتها، و لا أحد يحرّك ساكنا !.

لقد صنعت قرارات الإستغناء عن مدراء توجّه جميعهم ، بدون دراية مسبقة حول النتائج السلبية لقراراتهم في الواقع العملي، نحو ما أصبح يعرف بإعادة هيكلة المؤسسات، بحجة التحوّط من وقع إرتدادت الأزمة المالية العالمية، مما نتج عنه أن تسرح وتمرح داخل تلك المؤسسات عقول بديلة، هي بكر أو سطحية في معظم الأمور، وليس لديها منحنى خبرة يذكر، وافقت أن تعمل بدون إمتيازات أو محفّزات !.

وفي حالات كثيرة أيضا، تمّ الإستغناء عن عقول مهمة دون إيجاد البديل مهما كان، ووزّعت الاعمال على من تبقى من العبيد، عفوا من الموظفين !!!. ونتيجة لذلك، كمنت مخاطر مؤلمة بل مرعبة النتائج، بسبب تلك الظاهرة أو القرارات، داخل دهاليز المؤسسات، وتعتبر، في إعتقاد كثيرين، إحدى علامات إقتراب حدوث تسونامي مهلك و من نوع مفزع لا تقدر على تحمّل وقعه معظم مؤسساتنا!.

الفرق بين القرارات عندنا بالنسبة لهذه المسألة وعند الآخرين، هو أن قرارات الآخرين تتجه نحو الإبقاء على العقول الاستثنائية، لأنها صمّامات أمان مؤسساتهم، بغض النظر عن كلفة جرائدها اليومية !، ولا يمكن أن تتمكن تلك المؤسسات من الديمومة أو البقاء دون ألإبقاء على تلك الفئة والإهتمام بها ورعايتها أكثر من أي وقت مضى. أعجب لمن يفرّط بعقل تراكمت في حجراته خبرات مطلوبة جدا الآن، وقد تجاوزت العقدين أو الثلاثة عقود من الزمن لقاء يافعين إثنين أو يافعتين إثنتين في معظم الأحيان ستكون مهمتهما إعادة إختراع الدولاب !.

تتجه معظم المؤسسات الرائدة في الغرب الآن الى دعم ومساندة دوائر التخطيط و الأبحاث والتطوير لديها عن طريق نقل العقول الإستثنائية لتعمل هناك، بدل الإستغناء عنها، لأن تلك العقول لم تتمكن، أثناء فترات النمو والازدهار الإقتصادي ، من المساهمة بشكل مباشر في مدخلات التخطيط والأبحاث والتطوير في مؤسساتها بسبب ضغوطات العمل وساعاته الطويلة، وتهتم المؤسسات كذلك بتحييد هروب الكفاءات للمؤسسات المنافسة وتدعيم مبدأ الولاء المؤسسي بين الجميع!.

سيأتي أكل عملية النقل لدوائر التخطيط والأبحاث والتطوير آنفة الذكر في القريب العاجل، وسيظل، وبكل أسف وألم، عفن قرارات كثير من مؤسساتنا ينمو حتى يزكم الأنوف !!! .

أعاننا الله على ما سوف ينعكس قريبا على جودة خدمات معظم مؤسساتنا، ولسوف يلمس الجميع كثرة الأخطاء القاتلة وغير القاتلة، والبطؤ الممل في إنجاز الخدمة، وسوء المعاملة ، و إرتفاع معدل دوران اليافعين واليافعات، أي ستتبدل الوجوه شهريا على الأقل، وسنظل نعدّل أسماء و أرقام هواتف مقدمي الخدمة إلى ما شاء الله !!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد