حيث يوجد الإسلام بدون مسلمين
كثيرا ما أنبهر بسلوك الغربيين عندما أجد الواحد منهم لا يمر بتجربة اليمة إلا وتبنى حملة واسعة لتصحيح اسبابها. ذكرت امثلة كثيرة من ذلك في هذه الزاوية، ولا سيما في كلامي عن شخصيات لندنية.
من هذه الشخصيات القس شاد فاراه الذي توفي قبل ايام قليلة في بريطانيا. قدر له عام 1953 أن قام بمراسم الدفن لصبية في سن 13 انتحرت بعد وقوعها بخطأ فظيع. مرت وهي في تلك السن بأول عادة شهرية في حياتها. رأت الدم يخرج من جسدها فتصورت انها اصيبت بمرض زهري سيجلب العار والفضيحة لأهلها. لم تكن قد مارست الجنس مع أحد ولكنها لم تكن تعرف أي شيء عن الأمراض الزهرية ولا العادة الشهرية.. فبادرت بالانتحار.
حركت حكايتها هذا القس الفاضل فتصور كم من الناس ينتحرون نتيجة جهلهم او عجزهم عن حل مشاكلهم. قرر تأسيس منظمة «السامريون» لمساعدة مثل هؤلاء الناس البسطاء. أقام تلفونات بأرقام معلومة في سائر الانحاء وبأشخاص يجلسون بجانبها 24 ساعة في اليوم ليجيبوا على نداء أي شخص ينوي الانتحار. يحاولون تهدئة خاطره ونصحه في حل مشكلته او معالجة أزمته حتى يثنوه عن قتل نفسه. ركبوا مثل هذه التلفونات في سائر المحلات التي ارتبطت بعمليات الانتحار. وجدت واحدا منها بجانب جسر التيمر في كورنول. كثيرا ما القى اليائسون بأنفسهم من هذا الجسر العالي. وضعوا بجانب التلفون لوحة تقول: «الرجاء قبل إلقاء نفسك من الجسر استعمل هذا التلفون».
استطاع «السامريون» إنقاذ حياة الوف الناس بتقديم النصح لهم وتهدئة اعصابهم. بيد ان هذا القس فكر بشيء آخر. لماذا انتحرت تلك الصبية؟ لقد انتحرت بسبب جهلها في الشؤون الجنسية، فقام بحملة واسعة، وهو قس ديني محافظ، لإقناع وزارة المعارف بتدريس الشؤون الجنسية للطلاب والطالبات، لئلا يقعوا بمثل هذه الاخطاء. وكانت حملة اخرى توفق للنجاح فيها. ويظهر ان الله تعالى بارك مجهوداته الانسانية هذه فأمده بعمر طويل تجاوز 95 عاما مكنه من تنفيذ مشاريعه. وكانت الملكة اليزابث قبل وفاته قد انعمت عليه بأعلى وسام للمنجزات الاجتماعية. ما قام به القس شاد فاراه يذكرنا بما قاله محمد عبده بعدما زار بريطانيا في كلمته الشهيرة «رأيت الإسلام عندهم بدون ان أرى مسلمين ورأيت المسلمين عندنا بدون ان أرى الاسلام».
لا اشك قط لو أن شيخا من مشايخ الجنازة في بغداد قام بدفن مثل هذه الصبية لما كان فعل أكثر من قراءة الفاتحة على قبرها وأكل كعك الصدقات وانصرف للبيت زاهيا بنفسه، بدون ان يعير الموضوع لحظة واحدة من التأمل والتفكير.
لا يخامرني أي شك في ان مثل هذه المبادرات الشخصية هي واحدة من العناصر الاساسية التي ساعدت الغربيين على تحقيق حضارتهم المذهلة هذه وسبقهم لنا في ميدان التقدم والازدهار.
ترامب يتوعد بالرد بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين داعش بسوريا
ألمانيا: اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي
استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال غرب جنين
إصابة شخصين بحادث تدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء
نشميات U14 يتوجن بلقب غرب آسيا للواعدات
مشاجرة في إربد تسفر عن إصابة شخص والأمن يباشر التحقيقات
إقرار موازنة 2026 .. غياب الموقف الجماعي للكتل النيابية يثير أسئلة
أمانة عمان تعيد 18.9 ألف دينار لمواطن ألقاها بالخطأ
دراسة: جائحة كورونا كشفت تفاقم العنف البنيوي ضد النساء
سوريا تدين هجوم تدمر وتقدم التعازي لعائلات الضحايا
إلغاء قانون قيصر: تحول إستراتيجي يعيد رسم مستقبل سوريا
الهواء في 34 % من شوارع سحاب غير نقي
الأردن يدين هجوما إرهابيا تعرّضت له قوات سورية وأميركية قرب تدمر
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل



