وحيدون في المعركة

mainThumb

08-12-2007 12:00 AM

لا ريب أنهم في طهران يحتفلون ، فهذا التقرير هو ضربة تحت الحزام للصراع الذي تديره اسرائيل في الساحة الدولية ضد النووي الايراني.

في اسرائيل فوجئوا ليس من مجرد وجود التقرير: ففي جهاز الامن يعرفون هذه الفرضية التي تطورت في وكالات الاستخبارات الاميركية في أن الايرانيين متخلفين اكثر مما تقدر اسرائيل في عملية الوصول الى سلاح نووي ، وهذه الفرضية تبرز بين الحين والاخر في المباحثات التي تجريها محافل الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية.

المفاجأة في اسرائيل تنبع بقدر أكبر من فوارق المعلومات: في جهاز الأمن لا يفهمون من أين أخذ الاميركيون المعطيات التي تقول ان الايرانيين جمدوا عملية انتاج السلاح النووي في العام 2003 وفي واقع الامر لم يستأنفوها حتى هذا اليوم ، فالمعلومات القائمة سواء لدى أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية أم أجهزة الاستخبارات الغربية تقول ان الايرانيين بسبب ضغوط دبلوماسية ، جمدوا بالفعل عملية انتاج المادة المشعة لاغراض عسكرية في العام 2003 ، ولكن هذه المعلومات ايضا تقول بان الجهود استؤنفت بعد نحو سنتين وهي تتواصل حتى اليوم.

في جهاز الامن الاسرائيلي يحذرون من الجدال العنيد مع رؤساء الاستخبارات في اميركا ، ولكن في الغرف المغلقة مقتنعون عندنا بان محافل الاستخبارات الاميركية ببساطة مخطئة في تقديراتها للوضع ، سواء بالنسبة للجداول الزمنية ام بالنسبة لمراحل معينة في تطور القدرة النووية العسكرية لايران.

في اسرائيل يعتقدون بان التقرير الاميركي هو في واقع الحال دمج للكثير جدا من المعطيات ، بما في ذلك الضغوط السياسية التي تؤدي الى تأخير تطوير النووي الايراني ، ويقولون في اسرائيل ان التقرير حذر جدا لان محافل الاستخبارات الاميركية لا تزال في صدمة من الانتقاد الذي وجه اليها على خطئها في التقدير بانه كان للعراق سلاح للدمار الشامل.

من المعقول الافتراض انه في وزارة الخارجية الاميركية ايضا كان هناك من فوجيء: ففي الوزارة المذكورة اعتقدوا بانه يجب ممارسة مزيدا من الضغوط الشديد على ايران كي تتخلى هذه عن مشروعها النووي العسكري. في اسرائيل يخشون الان من ان يكون من شأن التقرير أن يزيح الضغط الدولي عن ايران ، ذلك أنه اذا كان الحديث يدور عن نووي ايراني بعد 5 - 6 سنوات فقط - وذلك ايضا شريطة ان يستأنف البرنامج العسكري - فعندها لا تكون هناك شرعية لتوجيه ضربة عسكرية لايران في المدى القريب ، إذن توجيه ضربة عسكرية ستشطب من جدول الاعمال.

وكذلك الحاح العقوبات على ايران قد تشطب ، وكقاعدة ، ستتهدم المصداقية التي بثتها اسرائيل على مدى الحملة ضد ايران وعندما نصرخ غدا: ذئب، ذئب، فقليل من الناس سيصدقوننا.

في جهاز الامن يشددون على أن اسرائيل ستواصل التمسك بحقيقتها وفي التقديرات الاستخبارية المهنية التي لديها ، وحتى اذا كانت هناك فوارق معلومات مع الاميركيين ، يقولون هنا ، يوجد اتفاق على المسألة الاساس: الربط بين النظام القائم في ايران وتصميمه على انتاج سلاح نووي هو خطر على السلام العالمي.

فارق 4 - 5 سنوات بيننا وبين الاميركيين ليس جوهريا ، ذلك أن استعداد دولة حيال تهديد كهذا يقاس على أي حال بالسنين وليس بالاسابيع أو الاشهر ، ولا يوجد لاسرائيل أي نية للابطاء او وقف الاستعداد ، والفارق فقط هو أننا سنكون ، ربما بقدر أكبر بقليل وحيدين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد