مبـادرة الأقاليـم

mainThumb

22-03-2009 12:00 AM

غالباً ما يُمثّل الإقليم وحدة طبيعية واجتماعية واقتصادية وحضارية ، تتبلور من خلالها للإقليم معالم شخصيّته أو خصوصيّته الّتي يتطلّع إليها أبناؤه ، ويترجمون هذا الإنشداد إلى إعتزازٍ وحبٍّ وولاءٍ لنظام الحُكم الذي منحهم هذه الخصوصية ، بشرط أن تقوم فلسفة تنمية كل إقليم على خدمة قوّة الدولة التي تزداد مع تعدّد وتنوّع أقاليمها، شريطة أن تحصل عملية تناسق وموازنة وتكامل بين هذه الأقاليم بما تُحقّقه التنمية المكانية الشاملة التي تستهدف ديموقراطية المكان.

أنّ فكرة تقسيم الأردن إلى أقاليم إدارية تنموية هي فكرة ضرورية ومُتّبعة في معظم الدول الحديثة ، لأنّها وببساطة تعني : إعتماد العملية أو العمليات التي ترسم سياسة التنظيم الإقليمي للمنطقة مع التأكيد على الكلّ المُتكامل الموحّ?Zد لهذا الإقليم ، وهي وسيلة هامّة في التخطيط لأنّها تُعمّق المفهوم الإيجابي للامركزيّة وتُعزّز مفهوم المشاركة الشعبية( الأهلية) والعدالة الإجتماعية ، وبالتالي تطوير كل التجمّعات السكانية في الإقليم ، وتنمية الموارد السّائدة فيه، وبذلك تزداد كفاءة الإدارة التخطيطية لتنمية الإقليم ، وضمان إيصال الخدمات وبيسهولة إلى كافّة أجزائه ، وتطوير الإستخدام الأمثل لموارد وطاقات هذا الإقليم ، علاوة عل زيادة الشّعور الوطني للسكان بالإعتزاز والإنتماء لإقليمهم التخطيطي هذا كما ذكرنا سابقاً، وبالتالي تعميق مشاعر الإنتماء والولاء للوطن وقيادته ، وصولاً إلى تحقيق الموازنة المكانية داخل الأردن ، الأمر الذي يُساهم فيه هذا التقسيم الإقليمي ( مع تراكم إستعماله بشكل فعّال) إلى التخفيف من ظاهرتي الفقر والبطالة داخل الأردن ، وهذا هو أسمى أهدافه.

وهنا أُريد أن أشير إلى أنّ هذه الفكرة يزداد نجاحها وتألّقها في تحقيق أهدافها إذا تمّ إختيار كادرها الفنّي من المختصّين في التخطيط المكاني الإقليمي أو الحضري أو العمراني بشكل عام ، هذا الكادر المتدرّب على إستخدام تقنيات الإستشعار عن بُعد ، هذه التقنيات الهامة التي أصبح لا غنى عنها في الكشف عن موارد وثروات الأقاليم واستثمارها بالشكل الأفضل .

وهنا يقتضي الواجب تقديم أطيب آيات الشّكر والتقدير إلى صاحب المبادرة الكريمة ، قائد البلاد وراعي المسيرة ، جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني إبن الحسين يحفظه الله ويرعاه ، ونبارك له في عيده الميمون ، وبذكرى الكرامة ، ونسأله تعالى ان يُبارك له في عمره ، ويُبقيه ذُخراً وسنداً لهذا الوطن الغالي وشعبه الوفي ، إنّه سميع مُجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد